logo alelm
القوات الفيدرالية تداهم منزل مستشار الأمن القومي السابق لترامب.. لماذا؟

داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، صباح اليوم الجمعة، منزل مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، جون بولتون، في خطوة مرتبطة بتحقيق جارٍ بشأن وثائق سرية، وفق ما أكدته مصادر إعلامية وحكومية متطابقة.

وقالت وكالة “أسوشيتد برس” إن عملية التفتيش جرت في منطقة قريبة من العاصمة واشنطن عند الساعة السابعة صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي. وأكدت مصادر مطلعة أن المداهمة نُفذت بموجب مذكرة قضائية، من دون أن يتم الإعلان عن أي اتهامات مباشرة لبولتون. وأشارت شبكة CNN إلى أن بولتون لم يكن داخل منزله في ماريلاند أثناء العملية، موضحة أنه علم بخبر المداهمة من وسائل الإعلام، فيما شوهد لاحقًا في أحد مباني واشنطن حيث يدير مكتبه.

رسائل سياسية وتصريحات حادة

في أعقاب المداهمة، نشر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، عبر منصة X رسالة منشورًا جاء فيه: “لا أحد فوق القانون.. عملاء المكتب في مهمة”.وأعاد نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، نشر المنشور ذاته وكذلك نائب مدير المكتب دان بونجينو، الذي كتب تعليقًا إضافيًا قال فيه: “لن يتم التسامح مع الفساد العام”. وتم اعتبار هذه الرسائل بمثابة مؤشر على حساسية الملف وأبعاده السياسية، خصوصًا أن بولتون يُعرف بانتقاداته الحادة لترامب في السنوات الأخيرة.

يُذكر أن بولتون شغل منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض لمدة 17 شهرًا، قبل أن يدخل في خلافات مفتوحة مع ترامب حول ملفات أساسية مثل إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية. وتحول الخلاف إلى مواجهة علنية عام 2020 بعد نشر بولتون كتابه “الغرفة التي حدث فيها كل شيء”، الذي قدّم فيه روايات انتقد خلالها سلوك ترامب السياسي ووصفه بالجهل بالقضايا الجيوسياسية، فضلًا عن اتهامه بطلب دعم صيني لتحسين فرص إعادة انتخابه. وقد حاولت إدارة ترامب منع صدور الكتاب بحجة احتوائه على معلومات سرية، لكن القضاء رفض تلك المساعي.

وفي الأيام الأخيرة، انتقد بولتون تعامل ترامب مع الحرب الروسية الأوكرانية. بعد فشل اجتماع ترامب وبوتين في ألاسكا في تحقيق تقدم في إنهاء الحرب، وكتب بولتون على مواقع التواصل الاجتماعي : “من الواضح أن بوتين وصل إلى ترامب، وعلى الأرجح أقنعه بالتخلي عن شروط زيلينسكي غير القابلة للتفاوض، مثل الضمانات الأمنية”.

وحتى الآن، لم تُكشف طبيعة الوثائق موضوع التحقيق، وما إذا كانت مرتبطة بملفات سابقة تتعلق بطريقة تعامل إدارة ترامب مع المعلومات المصنفة سرية. ولكن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل امتنعا عن الإدلاء بأي تصريحات إضافية، مكتفيين بالتأكيد على أن العملية أُجريت بناءً على تفويض قضائي. ووفق “أسوشيتد برس”، فإن بولتون لم يتم توقيفه أو توجيه اتهامات له، ما يعكس أن القضية ما زالت في مراحلها الأولية.

وأثارت المداهمة ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية. فقد وصفت ميغان هايز، المستشارة السابقة للرئيس جو بايدن، العملية بأنها “تبدو ذات طابع سياسي وانتقامي”، معتبرة أنها قد تمثل “سوء استخدام لموارد مكتب التحقيقات الفيدرالي”. من جهته، واصل بولتون في الأيام الأخيرة توجيه انتقاداته لترامب، لا سيما بعد القمة الأخيرة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن “بوتين تمكن من التأثير على ترامب وإقناعه بالتخلي عن شروط كييف الأساسية”.

اقرأ أيضًا:
مناظرة “ترامب” وهاريس” الأولى.. استعدادات حثيثة للمواجهة الحاسمة
ترامب يشتكي حزب العمال البريطاني: يتدخل في الانتخابات
سوزي وايلز.. مستشارة ترامب الأهم والجندي المجهول في حملته

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

فائدة حقيقية أم شهرة مؤقتة؟ هنا حقيقة الماتشا

المقالة التالية

كيف يؤثر الحذاء غير المناسب على صحة جسمك؟