يُعتبر فن “حياكة السدو” من الفنون الأصيلة الذي احترفته المرأة السعودية، نظرًا لارتباطه بتراث المملكة ولاعتباره رمزا من رموز ثقافتها.
ما هي حياكة السدو؟
هي حرفة يدوية تقليدية تتميز بزخارفها المتنوعة وألوانها الزاهية الذي يعكس دلالات اجتماعية مستوحاة من طبيعة البادية.
وتطورت الحرفة بشكل ملحوظ مع مرور السنوات، إذ كانت النساء في السابق تستخدم صوف الأغنام كمواد أولية في حياكة السدو.
أما الآن فقد تم استبدالها بصوف صناعي لسهولة توفره وتعدد ألوانه.
ويُعد السد أحد أنواع النسيج التقليدي الذي يميز حياة وثقافة البادية، وتحظى تلك الحرفة باهتمام كبير خلال عصرنا الحالي من خلال الطلب المتزايد على المنتجات المصنوعة منه مثل الحقائب والسجاد وغيرها.
أهمية السدو
بحسب ما ذكرته بعض النساء المشاركات في فعالية بيت حائل “البيت بيتكم.. يا بعد حيي” في نسخته الثالثة في يوليو الماضي، فإن حياكة السدو هي حرفة نسائية تهدف إلى إحياء التراث وتطويره والحفاظ عليه من الاندثار.
من ناحية أخرى تحاول النساء من خلال الحرفة إبراز شخصية المرأة في المجتمع ودورها الفعَّال وتعريف الجمهور من الأجيال الجديدة بالتراث الشعبي.
وقالت المشاركة بدرية الشمري أنهم يستخدمون وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام لحياكة السدو، إلى جانب بعض الأدوات الضرورية في عملية الحياكة.
ومن بين تلك الأدوات المغّزل والمخيط والأوتاد الخشبية، وفي بعض الأحيان يتم دمج السدو مع الخوص لإنتاج المزيد من القطع المميزة.
وتمارس النساء السدو إما بغرض الترفيه باعتبارها هواية، أو بغرض كسب المال عن طريق احترافها، وتسعى بعضهن للحفاظ على المهنة من الاندثار من خلال إقامة الورش التدريبية لتقديم الخبرات في هذا الفن.
كيف يتم غزل السدو؟
وفق تصريحات سابقة للباحث التاريخي، محمد ربيع الغامدي، إلى وكالة “واس”، فإن السدو يُنسج على نول أفقي يُعرف باسم المسادي، وأحيانًا يًقال عليه العيدان.
وهناك بعض الأدوات الأخرى الملحقة بالنول وهي السيف والمشط والميشع، وكلها مصنوعة من الخشب ولها دور في عملية الصناعة.
وقال إن هناك عدة مراحل تتضمنها عملية الغزل وهي: جمع الصوف وغسله وتجفيفه وتفكيكه ثم نفشه من خلال المنفاش وهو مضرب خشبي مبطن بمسامير على شكل فرشاة شعر.
ومن ثم يبدأ في تجميع الخيوط في شكل مبروم، وقد يتم صبغها لاستخدامها في منتجات مختلفة.