في تطور جديد للصراع الذي امتد لعقدين من الزمن، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت الماضي بسحب الجنسية الأمريكية من الممثلة الكوميدية روزي أودونيل، في أحدث فصول العداء الشخصي بين الاثنين.
هذا التهديد، الذي جاء عبر منصة “تروث سوشال”، يسلط الضوء على شخصية فنية مؤثرة تمكنت من بناء إمبراطورية إعلامية وتحدي السلطة بجرأة نادرة.
وُلدت روزان “روزي” أودونيل في 21 مارس 1962 في كوماك، لونغ آيلاند، نيويورك، لعائلة أيرلندية-أمريكية.
تعرضت روزي لصدمة كبيرة في سن العاشرة عندما توفيت والدتها، وهو الحدث الذي شكل شخصيتها بعمق.
كما تذكر هي نفسها، استخدمت الفكاهة كوسيلة للتعامل مع مشاعرها وآلامها. هذا الاستخدام المبكر للكوميديا كآلية دفاع سيصبح لاحقاً العمود الفقري لمسيرتها المهنية.
في عام 1980، التحقت بكلية ديكنسون في كارلايل، بنسلفانيا، كطالبة في تخصص ما قبل القانون، ثم انتقلت لدراسة الدراما في جامعة بوسطن عام 1981.
خلال هذه الفترة، بدأت جولات في نوادي الكوميديا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتركت الكلية في النهاية لتطوير مسيرتها المهنية في الكوميديا الاحترافية.
حققت روزي اختراقها الأول عندما أصبحت بطلة كوميديا خمس مرات في برنامج “ستار سيرش” التلفزيوني عام 1984، مما وفر لها المال الكافي لمتابعة مسيرة سينمائية في لوس أنجلوس.
شاركت روزي في عدة أفلام ناجحة، أبرزها:
من 1996 إلى 2002، استضافت روزي برنامجها الحواري النهاري الذي حمل اسمها، والذي حقق نجاحاً هائلاً وفاز بعدة جوائز إيمي النهارية.
بشكل مثير للسخرية، كانت روزي وترامب في علاقة ودية في البداية. حضرت روزي زفاف ترامب من مارلا مابلز عام 1993 في فندق ترامب بلازا، حيث كانت صديقة لمارلا. لكن هذا اللقاء القريب مع ترامب ترك انطباعاً سلبياً عميقاً لديها.
في مقابلة مع مجلة “Vanity Fair”، وصفت روزي ترامب بأنه “أكثر المحتالين شفافية بشكل سخيف”، مضيفة: “إنه غبي. والداه لم يحباه؛ أرسلاه بعيداً إلى الأكاديمية العسكرية في نيويورك”.
اندلع الصراع العلني بين الاثنين في ديسمبر 2006 عندما انتقدت روزي، خلال برنامج “The View”، تعامل ترامب مع الجدل حول تارا كونر، الفائزة بلقب ملكة جمال أمريكا لعام 2006، والتي اتُهمت بتعاطي الكحول والكوكايين وهي قاصر.
قالت روزي في البرنامج: “إنه يزعجني على مستويات متعددة. ترك زوجته الأولى، وخانها، ترك الثانية، وخانها، وأنجب أطفالاً في كلا المرتين، لكنه البوصلة الأخلاقية للشباب العشرينيين في أمريكا. دونالد، اجلس ودُر، يا صديقي. لا أستمتع به”.
كما سخرت من كلماته ووصفته بـ”بائع الزيت الثعباني في Little House on the Prairie”، مضيفة: “هذا ليس رجلاً صنع نفسه بنفسه”، في إشارة إلى والده الناجح.
رد ترامب بقوة في مقابلة مع مجلة People، واصفاً أودونيل بـ”امرأة خارجة عن السيطرة” و”خاسرة حقيقية”، مهدداً برفع دعوى قضائية ضدها بسبب “البيانات الكاذبة”.
منذ ذلك الحين، استمر الاثنان في حرب كلمات، بشكل أساسي على منصة X (تويتر سابقاً). عندما أعلنت أودونيل خطوبتها من ميشيل راوندز في ديسمبر 2011، كتب ترامب على X أنه يشعر “بالأسف” لوالدي راوندز، واصفاً أودونيل مرة أخرى بـ”الخاسرة”.
وصل الصراع إلى ذروة جديدة خلال مناظرة رئاسية عام 2015، عندما أشار ترامب إلى أودونيل رداً على اتهامات هيلاري كلينتون له بالتمييز ضد النساء، قائلاً إنه وصف “روزي أودونيل فقط” بألفاظ مهينة.
في يناير 2025، بعد تنصيب ترامب لولاية ثانية، انتقلت روزي إلى أيرلندا مع ابنها البالغ من العمر 12 عاماً وكلب الخدمة الخاص بالتوحد.
في مقطع فيديو على TikTok في مارس 2025، أوضحت أنها ستعود إلى الولايات المتحدة “عندما يصبح الأمر آمناً لجميع المواطنين للحصول على حقوق متساوية هناك في أمريكا”.
بدأت روزي عملية الحصول على الجنسية الأيرلندية من خلال أجدادها، مما يمنحها حماية قانونية إضافية.