صحة

بعد 4 سنوات من ظهور “كورونا”.. جهود متواصلة لمنع الوباء التالي

عانت مختلف مناطق العالم حالة ذعر مع مطلع العام 2020، بسبب الأخبار الواردة من الصين عن ظهور فيروس جديد غريب، وبعد فترة قصيرة تم الكشف عن تفشّي “كوفيد-19″، الذي أدى لفترة طويلة من الإغلاق وتسبب في عدد كبير من الوفيات.

وبعد مرور 4 سنوات، تستمر جهود العلماء لتجنب تكرار هذه الأزمة الصحية العالمية، فكيف يعملون على منع ظهور وباء جديد؟

رصد للطفرات لا يتوقف

تعمل مجموعات من العلماء حول العالم الآن على منع انتشار الوباء التالي، حيث نشرت نيتا مادهاف، رئيسة قسم علم الأوبئة وتحليل المخاطر في وحدة الأمن البيولوجي التابعة لشركة “جينكو بيووركس”، مؤخرًا تحليلًا بالتعاون مع مركز التنمية العالمية يظهر احتمالا بنسبة 2% إلى 3% لحدوث وباء عالمي آخر كل عام على مدى ربع القرن المقبل.

تحاول “جينكو” منع هذا الاحتمال من خلال مراقبة مسببات الأمراض التي يحملها المسافرون.

وبموجب عقد مع الحكومة الفيدرالية بالولايات المتحدة، تقوم الشركة الآن بتحليل مياه الصرف الصحي للطائرات في 7 مطارات دولية، بما في ذلك مطار جون كنيدي في نيويورك، ومطار سان فرانسيسكو الدولي في سان فرانسيسكو بحثًا عن ما يصل إلى 30 مسببًا للأمراض قد يتركها المسافرون بالطائرة وراءهم.

ويقود عالم الفيروسات، الدكتور إيان ليبكين، فريقًا من العلماء يقدم دورات تدريبية لمدة 3 أسابيع للعاملين في مجال الصحة العامة من المكسيك وليبيريا ومالي ونيجيريا وبنغلاديش وزامبيا وزيمبابوي وألمانيا، لتعليمهم كيفية استخدام الأدوات لتحديد مسببات الأمراض بسرعة من خلال تسلسلها الجيني.

الحلول التكنولوجية

لقد أتاحت التكنولوجيا تتبع كمية هائلة من البيانات، ومع انخفاض تكلفة التسلسل الجيني من الممكن تتبع مسببات الأمراض أثناء انتقالها بين السكان.

قال آل أوزونوف، الباحث في معهد برود بجامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج، إن التكنولوجيا أساسية لمراقبة الأمراض المعدية لبقية هذا القرن.

وأوضح أوزونوف: “بشكل عام، كلما زاد عدد البيانات التسلسلية التي لدينا، أصبحت الاستجابة أقوى إذا ومتى لزم الأمر.”

وقالت مادهاف من “جينكو”: “نتوافق حول أن مستوى معينًا من المرض هو تكلفة ممارسة الأعمال التجارية، ولكننا وصلنا الآن إلى مرحلة حيث يمكن للتكنولوجيا أن تغير ذلك حقًا.”

وأشارت أن التكنولوجيا يمكنها الآن التنبؤ بالإعصار قبل أيام من حدوثه، مما يسمح للناس بالاستعداد وتعزيز الدفاعات الطبيعية والإخلاء قبل العاصفة.

وقال أوزونوف: “هذا هو هدفنا حقًا، فيما يتعلق بالتأهب لمواجهة الأوبئة، حيث أنه كلما تمكنا من تطوير قدراتنا لفهم ما حدث للتنبؤ أو التنبؤ بما قد يحدث، كلما أصبحنا أفضل استعدادًا عندما يحدث شيء ما”.

اقرأ أيضًا

“الأنفلونزا الطويلة”.. تحدٍ صحي جديد يشبه كورونا

حقيقة امتناع رئيس منظمة الصحة العالمية عن أخذ لقاح كورونا

هل متحورات كورونا ضعيفة أم تستدعي القلق؟