يعرف كل والدٍ ما يعنيه مواجهة نوبات الغضب والانهيارات العصبية والانفعالات عند الأطفال، قد تجعل هذه النوبات الحياة اليومية تبدو مستحيلة.
الآباء والأمهات البارعين في التعامل مع نوبات الغضب يستخدمون لغة تُهدئ وتُثبّت وتُرشد. يحاولون تجنب العقاب أو الإيقاف المؤقت، ويدركون أن نوبة الغضب علامة على ضيق الجهاز العصبي.
فيما يلي 7 عبارات مهدئة وقوية يستخدمها الآباء المتناغمون عاطفيًا للتواصل مع أطفالهم، وجعلهم يشعرون بالأمان وفي النهاية المساعدة في منع الانهيارات العصبية.
بقول: “أنت تشعر بشعور عظيم أنا هنا معك” بدلًا من: “توقف عن البكاء الآن!”
هذه العبارة تفعل ما لا تفعله أي عواقب: تُرسّخ الطفل في اللحظة الراهنة وتسمح له باستعارة هدوئك، تُخبر جهازه العصبي أنه ليس عليه التعامل مع مشاعره بمفرده، وأنك لست خائفًا من عواطفه.
عندما يشعر الأطفال بالدعم خلال المشاعر الكبيرة، فإنهم يتجاوزونها بشكل أسرع ويتعلمون أنهم لا يحتاجون إلى التصعيد للحصول على انتباهك.
بقول “أنا أصدقك” بدلًا من: “أنت تبالغ الأمر ليس سيئًا إلى هذا الحد”
غالبًا ما يُقابل الأطفال بردود فعل مثل: “أنت بخير” أو “هذا ليس بالأمر الجلل!”، لكن الآباء الذين يقولون “أنا أصدقك” يمنحون أطفالهم شيئًا أقوى بكثير: التصديق.
يُعزز التصديق بوصلة الطفل الداخلية ويعزز ثقته بنفسه. فالأطفال الذين يشعرون بالثقة يهدأون أسرع لأنهم لا يضطرون للمُعاناة ليُفهموا. هذا الشعور بالثقة يُساعدهم على تنظيم أنفسهم بشكل أسرع.
بقول “مشاعرك منطقية” بدلًا من: “ليس هناك سبب للانزعاج بشأن هذا الأمر”
حتى لو لم يبدو الموقف خطيرًا بالنسبة لنا، يحتاج الأطفال إلى معرفة أن ردود أفعالهم مفهومة، تساعدهم هذه العبارة على تنظيم مشاعرهم ومعالجتها، بدلًا من كبت مشاعرهم أو التعبير عنها.
عندما يعلم الأطفال أن مشاعرهم طبيعية، فإنهم يتوقفون عن محاربتها ويمكنهم التعامل معها بشكل طبيعي أكثر.
بقول: “أنا لستُ منزعجًا منك.. أنا هنا لمساعدتك في هذا الأمر”.. بدلًا من: “أنت محبط للغاية!”
غالبًا ما يعتقد الآباء أنهم بحاجة لإظهار الغضب لإثبات وجهة نظرهم، لكن في الواقع، تُثبّط الطمأنينة استجابة الطفل للقتال أو الهروب بفعالية أكبر بكثير من العقاب.
عندما لا يشعر الأطفال بالتهديد بسبب غضبك، فإنهم يستطيعون التركيز على الهدوء بدلًا من الدفاع عن أنفسهم.
بقول: “لا بأس أن تشعر بالغضب.. لن أسمح لك بإيذاء نفسك أو أي شخص آخر” بدلًا من: “ما بك؟ توقّف عن الضرب وإلا!”
هذه العبارة تُجسّد الحدود بالتعاطف، إنها تُرسل رسالة مفادها أن جميع المشاعر مسموح بها ومشروعة، لكن بعض الأفعال غير مسموح بها.
خلال نوبات الغضب، ينبغي أن يكون هدفك وضع حدود دون خجل، فالأطفال الذين لا يخجلون من مشاعرهم يتعلمون التعبير عنها بطرق صحية، مما يقلل من شدة نوبات الغضب وتكرارها
بقول: “خذ وقتك لن أذهب إلى أي مكان”.. بدلًا من: ”اهدأ الآن!”
كثير من نوبات الغضب يُغذّيها الذعر، مثلًا، الخوف من فقدان الحب أو الأمان، هذه العبارة البسيطة تُخفّف من القلق وتُهيئ الظروف التي يحتاجها الطفل للتكيّف.
عندما لا يتم الضغط على الأطفال للتعامل مع مشاعرهم، فإنهم يعودون بشكل طبيعي إلى الهدوء بشكل أسرع مما يحدث عندما يتم الضغط عليهم “للتغلب عليها”.
بقول “سنتجاوز هذا معًا” بدلًا من: “عليك أن تكتشف هذا بنفسك”
في النهاية ما يريد كل طفل معرفته هو هذا: “هل ما زلت معي، حتى الآن؟” هذه العبارة تذكرهم بأنهم ليسوا وحيدين، وأن قيمتهم لا ترتبط بالسلوك المثالي.
الأطفال الذين يشعرون بالدعم خلال اللحظات الصعبة يبنون الثقة في قدرتهم على التعامل مع التحديات، ما يجعل الانهيارات العصبية في المستقبل أقل احتمالًا.
ما يجعل هذه العبارات مؤثرة للغاية هو التحول الذي تُمثله في طريقة تفكير طفلك. فبدلاً من النظر إلى مشاعر طفلك الكبيرة كأمرٍ يجب إيقافه، تراها كأمرٍ يجب ملاحظته.
وبدلًا من محاولة السيطرة على مشاعره، تساعده على الشعور بالأمان الكافي للتعامل معها.. بالطبع، هذه العبارات لن توقف كل انهيار عصبي، لكنها تزرع بذورًا تنمو لتصبح شيئًا جميلًا: طفل يثق بمشاعره، ويعلم أنه يستحق الدعم، ويؤمن بأن الحب لا يزول مع قسوة الحياة.