بعد مرور أكثر من سبعمئة يوم على اندلاع الحرب على غزة، تبدو ملامح القطاع وقد تبدلت بالكامل، إذ تحولت المدن والقرى إلى أطلال بفعل القصف المتواصل من خلال المتفجرات الإسرائيلية. وبحسب تقارير منشورة نقلًا عن عن المكتب الإعلامي الحكومي، فإن ما يقارب 90% من البنية التحتية في القطاع لم تعد صالحة للاستخدام، فيما امتدت الأضرار لتشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية.
وخلال الفترة الماضية منذ بداية الحرب، ألقت قوات الاحتلال على غزة ما يزيد عن 125 ألف طن من المتفجرات الإسرائيلية، وهو حجم غير مسبوق من القصف أدى إلى تسوية أحياء بأكملها بالأرض. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن ما يقارب 300 مبنى يتم تدميره يوميًا بفعل العمليات العسكرية، الأمر الذي جعل من مشهد الدمار جزءًا من الحياة اليومية في ظل استمرار الحرب على غزة.
وبحسب البيان الحكومي، لم تسلم أي منطقة تقريبًا من آثار العدوان، حيث إن 88% من مساحة غزة تعرضت للتخريب منذ أكتوبر 2023. كما أن جيش الاحتلال يسيطر حاليًا على نحو 77% من مساحة القطاع، وهو ما رافقه تهجير قسري لنحو مليوني مدني. أما الخسائر الاقتصادية، فقد تجاوزت 62 مليار دولار نتيجة تدمير البنية التحتية وقطاعات الإنتاج المختلفة، وهو انعكاس مباشر لتبعات الحرب على غزة الممتدة.
وفي الجانب الصحي، أوضح المكتب الإعلامي أن الاستهداف لم يقتصر على المساكن والمباني المدنية، بل طاول القطاع الطبي بشكل مباشر. فقد جرى تدمير 38 مستشفى و96 مركزًا للرعاية الصحية، إلى جانب استهداف 144 سيارة إسعاف. وأدى الاستخدام المكثف لـ المتفجرات الإسرائيلية ضد المنشآت الطبية إلى انهيار شبه كامل في قدرة النظام الصحي على الاستجابة لاحتياجات السكان، ما ضاعف من الأزمة الإنسانية في غزة.
التصعيد لم يتوقف عند ذلك، فقد جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديداته معلنًا أن “إعصارًا هائلًا” سيضرب سماء غزة، في إشارة واضحة إلى مواصلة الاعتماد على المتفجرات الإسرائيلية كسلاح رئيسي في العمليات. وفي سياق متصل، وجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنذارًا لحركة حماس بضرورة قبول المقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
من جهتها، أعلنت الحركة موافقتها على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين منذ أكتوبر 2023، شرط وقف العمليات العسكرية وانسحاب قوات الاحتلال من غزة. ورغم هذه المبادرات، يبقى واقع الحال أن الحرب على غزة ما زالت مستمرة، وأن آثارها المدمرة تتجلى يومًا بعد يوم في مشهد الركام الذي يطغى على حياة المدنيين.
كان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كشف في نوفمبر 2023 عن حجم المتفجرات الملقاة على غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر 2023، والذي تجاوز حجم قنبلتين نوويتين.
اقرأ ايضا :
من هي الشاعرة الكندية روبي كور التي رفضت دعوة “بايدن” بسبب دعم إسرائيل؟
مواصفات الغواصة “أوهايو” التي أرسلتها أمريكا إلى الشرق الأوسط