ثقافة

لهذه الأسباب كتب الأطفال قد تكون مفيدة للكبار أكثر مما نتخيل

عادة ما يلجأ البالغون إلى قراءة الكتب والروايات الأكثر تعقيدًا، سواء كانت علمية أو فلسفية وغيرها، قد تبدو فكرة قراءة كتب الأطفال بمثابة تخلي عن النضج بالنسبة لهم.

ولكن لماذا قد تكون كتب الأطفال مفيدة للكبار؟

بحسب الكاتبة كاثرين رونديل، فإن روايات الأطفال تساعدنا على إعادة صياغة بعض المفاهيم التي فقدناها بمرور الوقت، كما أنها تمنح المزيد من الإلهام.

وتقول الكاتبة المتخصصة في كتب الأطفال، إنها ليست حصرية من أجل الأطفال، وأنها عادة ما تراعي أثناء كتابة الروايات أن تناسب فئتين عمريتين مختلفتين، إحداهما تمثلها وهي بعمر الـ 12 عامًا، وأخرى تمثلها بعمرها الحالي.

وتقول إن كل فئة عمرية كان لها أهداف مختلفة، فالطفلة منهما تريد الشعور بمزيد من الاستقلالية والحرية بينما ترغب الشخصية الراشدة في تريد كل هذه الأشياء، إلى جانب معالجة بعض الأمور مثل الخوف والفشل وغيرها.

وفي رأي رونديل، يحاول كٌتّاب الروايات أولئك الذين يكتبون للأطفال تسليحهم للحياة المستقبلية بقدر الإمكان، وربما سرًا تسليح البالغين ضد ما قد يواجهونه في المستقبل من لحظان انهزام وكسر القلوب التي تمتليء بها الحياة.

روايات الأطفال بأعين البالغين

وترى الكاتبة أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه القُراء، ومنها اتباع نفس النمط في القراءة وهو التحول من الكتب الأبسط إلى الكتب المعقدة، وهو ما يضعه في النهاية في مواجهة روايات على غرار Finnegans Wake، وهي إحدى الروايات الأكثر تعقيدًا من حيث أسلوب كتابتها التجريبي.

وبالنسبة للصعوبة الثانية، فهي تتعلق برغبة البالغين في التخلي عن كل ما يتعلق بالطفولة نهائيًا بالوصول إلى مرحلة البلوغ، ولكن رونديل ترى أن قراءة روايات الأطفال قد تبني لدينا أبعادًا مختلفة تجاه عدة أمور إذا قرأناها بأعين البالغين.

وبحسب الكاتب WH Auden، فإنه من الطبيعي أن تكون هناك كتب مخصصة للكبار فقط، لأنها تتطلب الخبرة والتجارب التي يمر بها البالغون لفهمها، ولكن في المقابل لا توجد كتب مخصصة فقط للأطفال.

وتقول رونديل: “أنا لا أقترح على الكبار قراءة روايات الأطفال فقط، أو حتى جعلها ضمن الأولويات، ولكن هناك أوقاتًا في الحياة تتطلب قراءة هذه الكتب”.

تطور قصص الأطفال

تقول رونديل: “القراءة تمنح للقارئ مساحة لا نهائية لا يمكن لأحد اتباعها أبدًا”، وتضيف: “عندما كنت طفلة كانت القراءة توفر لي مساحة من الخصوصية وسط عائلتي الكبيرة، وفي حين أنني كنت حاضرة معهم بجسدي دائمًا، إلا أنهم لم يعرفوا في أي مكان أتواجد بعقلي”.

بدأت تجربة رونديل مع كتب الأطفال المتخصصة في الإرشاد السلوكي، وتحديدًا كتاب “أيها الأطفال الصغار” الذي يرجع تاريخه إلى حوالي عام 1475، والذي كان عبارة عن قائمة ضخمة من التعليمات مصاغة في صورة شعر.

وفي عام 1744 ظهر ما يُطلق عليه غالبًا أول عمل لأدب الأطفال المنشور، وهو كتاب John Newbery’s A Little Pretty Pocket-Book، وهو كتاب صغير مخصص لتسلية وتعليم الأطفال من خلال رسالة من شخصية خيالية وهي جاك العملاق.

إلى جانب الروايات الأخلاقية والتي كانت مخصصة لمدارس الأحد، كان هناك نوع آخر من القصص يتطور وهي القصص الخيالية.

لم تكن القصص الخيالية للأطفال فقط، بل كانت تستهدف الجميع كبارًا، رجالاً ونساءً، من كل الفئات.

تقول الخبيرة في الحكايات الخيالية، مارينا وارنر، إن الحكايات الخرافية كانت لديها نفس المكونات والعناصر حتى مع اختلاف اللغة، “كنا نروي نفس القصص، كانت بمثابة الطيور التي هاجرت عبر الحدود”.

تحتوي جميع القصص الخيالية، بشكل عام، على نفس المكونات الأساسية مثل زوجات الآباء، والملوك الأقوياء، والحيوانات المتكلمة.

تتضمن القصص جميعًا الصراع والظلم ، مع مزجه بشيء خرافي مثل وجود عرابة أو تعويذة أو شجرة سحرية، التي تغير مجرى الأحداث بمعجزة غير متوقعة.

هذه القصص كانت تستهدف ربط الناس معًا من كل الأعمار والخلفيات، وتجذبهم جميعًا كالسحر إلى نفس الخيال، ولذلك نحن بحاجة للاستمرار في كتابة القصص والأساطير، وكذلك الاستمرار في قراءتها، وفق وارنر.

لماذا نقرأ كتب الأطفال؟

قد تساعدنا قراءة كتب الأطفال على  صياغة أفكار ورؤى مختلفة عند محاولة البدء من جديد، بحسب رونديل.

وتقول رونديل إن كتب الأطفال مكتوبة خصيصًا ليقرأها قسم من المجتمع ليس لديه سلطة سياسية أو اقتصادية، ولا يمتلكون المال وليس لديهم التزامات عمل أو خبرات حياتية، وهذا ما نرغب في أن نكون عليه في بعض الأحيان، بلا أي مسؤولية أو هموم.

تُرجمت لكل اللغات.. أبرز 5 روايات في الأدب الفرنسي

ارتفعت مبيعاتها مجددًا.. رواية “الآيات الشيطانية” تعود للواجهة بعد الاعتداء على سلمان رشدي

لماذا نحن مهووسون بأفلام وروايات الألغاز والإثارة؟