يصوم المسلمون التسع أيام الأول من شهر ذي الحجة، باعتباره من الأمور المستحبة شرعًا، ومع تحقيق النفع الديني، يمكن للصائم أيضًا تحصيل العديد من الفوائد الصحية من خلال الصيام، فما هي؟
فوائد الصيام الصحيّة
يؤثر عدم تناول الطعام لفترات طويلة إيجابيًا على مجموعة من العمليات بالجسم، فيحقّق ما يلي:
إنقاص الوزن
خلال فترات الصيام، يتحوّل الجسم من وضع تخزين الدهون إلى حرقها، حيث أن احتفاظ الجسم بالدهون يحدث في الأساس لتوفير الطاقة للأوقات التي تندر فيها، وهو ما يحدث عند الامتناع عن تناول الطعام أثناء الصيام.
وتؤكد صحة هذا دراسة أجريت في السبعينيات على رجل يعاني من السمنة المفرطة، والذي اتّبع نظامًا غذائيًا يقوم على الصوم لمدة 382 يومًا، وكانت النتيجة أن جسده تغذّى على الدهون، مما أفقده 81 كيلوجرامًا دون أن يعاني من آثار جانبية شديدة.
خفض نسبة السكر في الدم
لدى الصيام قدرة على السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، والذي يرتبط بارتفاع نسبة السكر في الدم.
كشف مؤلف كتاب “الدليل الكامل للصيام”، الدكتور جيسون فونج، أن مرضاه نجحوا في التخلص من السكري تمامًا باستخدام الصيام المتقطّع والمطوّل.
وتشير الدراسات أن الصيام المطوّل، الذي يستمر لأكثر من 12 ساعة، يخفض مستويات السكر في الدم بشكل أسرع من الصيام المتقطع.
تعزيز صحة الدماغ ومكافحة الشيخوخة
وجد الباحثون أن للصيام تأثير إيجابي على صحة الدماغ، حيث يؤدي انخفاض مستويات الأنسولين في الدم إلى تحفيز الكبد على حرق الدهون، وفي تلك المرحلة يتم إفراز “الكيتونات”.
و”الكيتونات” هي مواد كيميائية توفّر الطاقة اللازمة لعمل الدماغ، وقد أكدّت دراسة أن كبار السن الذين لديهم مستويات أعلى منها يؤدون عقليًا بشكل أكبر.
وبالنسبة للخلايا، يفعّل الصيام ما يعرف بخاصية “الالتهام الذاتي” في الجسم، فيتخلّص من الخلايا التالفة ويستبدلها بأخرى جديدة، وهو ما يمثّل مقاومة لظهور علامات الشيخوخة.
تأثير الصيام على الصحة النفسية
نشرت المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة عدة دراسات، كشفت عن أن الصيام يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية.
في دراسة أجريت على نساء أصحاء صُمن لمدة 18 ساعة، نتج أنهن تمتعن بمستويات أعلى من الشعور بالإنجاز والمكافأة والفخر والسيطرة.
ووفقًا لدراسة أخرى، فإن الصيام لمدة 16 ساعة يعزّز مواجهة الخوف ويمنع عودته لمدة تصل إلى 6 أشهر على الأقل.
وفي حين أن هناك دراسات أخرى تفيد أن للصيام قصير الأمد بعض الأعراض النفسية السيئة، مثل الشعور بالاكتئاب والقلق والغضب والتهيّج، فإن الأمر برمته يعتمد على هدف الشخص من الصيام، حيث الذين يمتنعون عن الطعام بسبب معتقد ديني قوي سيشعرون بتحسن على المستوى النفسي، أما الذين يصومون لأغراض طبية بحتة فمن المرجح أن ينمّي لديهم تجربة نفسية سيئة.
وقد لا تحدث التغييرات الإيجابية الناتجة عن الصوم في الأيام القليلة الأولى؛ لأن الجسم يستغرق وقتًا للتكيّف، وتظهر النتائج المرجوّة بعد ذلك شيئًا فشيئًا.
1300 حاج وحاجّة يؤدون فريضة الحج 1444 على نفقة خادم الحرمين الشريفين