عادة ما يترك قرار انفصال الأبوين تداعيات على الأسرة بأكملها، ولكن بالنسبة للأطفال فالوضع مختلف.
وبينما يعاني بعض الأطفال من تأثيرات عملية التحول في حياتهم الأسرية بمزيد من مشاعر القلق والانزعاج، يتفاعل آخرون بطريقة أكثر تفهمًا مع الأمر.
وقد يشعر الطفل بما يُعرف بـ “قلق الانفصال”، وهي حالة شائعة تُصيب الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 3 سنوات، بسبب غياب أحد الوالدين عن محيطهم.
ويمكن الاستدلال على هذه الحالة من خلال بعض العلامات ومنها: البكاء والتشبث بالأب أو الأم، ورفض النوم إلا بجوار أحد الأبوين أو مقدم الرعاية المختص، الاستيقاظ بعد النوم والبكاء.
وهناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على الطفل بعد انفصال والديه ومنها:
الطلاق قد يتسبب في مزيد من التشتيت والتشويش على الطفل، وهو ما يجعله يفقد تركيزه خلال الدراسة.
يخلق الانفصال شعورًا بعدم الأمان لدى الأطفال، ما يدفعهم إلى الانعزال وتقليل الاختلاط بالآخرين والاتصال الاجتماعي.
يؤدي الطلاق في بعض الأحيان لشعور الطفل بصعوبة في التكيف مع المتغيرات الجدية في حياته، سواء غياب أحد الأبوين، أو الانتقال إلى منزل جديد أو مدرسة جديد وغيرها من المستجدات.
قد يصاب الطفل بفرط في الحساسية نتيجة الانفصال، وقد يأتي ذلك في صورة مشاعر غضب عارمة وارتباك وقلق.
هو عرض شائع لدى الأطفال في بعض الحالات، إذ يبدأ الطفل في البحث عن الأسباب التي أدت لانفصال والديه، ومن الممكن أن يلقي باللوم على نفسه في ذلك.
قد يعكس الطلاق سلوكيات الطفل، ويصبح أكثر عدوانية، بما يجعلهم أكثر عرضة للمشاركة في الجرائم، بل إنهم يكتسبون عادات مثل التدخين أو تناول عقاقير مخدرة، وفق الأبحاث الأخيرة.
تدهور صحة الأطفال من أبرز المشكلات الناتجة عن الطلاق، لأنهم أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض، ومشكلات في النوم، والتأثيرات النفسية مثل الاكتئاب.
وجدت الدراسات أن الأطفال الذين تربوا في أسرة منفصلة، هم أكثر عرضة لاتخاذ قرار الانفصال في حياتهم عندما يكبرون بمعدل مرتين أو أكثر من أقرانهم في أسر غير منفصلة.
لا بد من مساعدة الأطفال على إدارة مشاعرهم وتقبل الوضع الجديد، حتى لا تتأثر نفسيتهم بالطلاق.
وفيما يلي أهم الخطوات التي تحقق ذلك:
أكثر ما يثير قلق الأطفال هو الخوف من مستقبل يغيب فيه أحد الأبوين، ولذلك فلا بد من طمأنتهم ومناقشة الخطط المستقبلية معهم سواء بالتحدث عن الزيارات الدورية والأماكن التي يمكن زيارتها سويًا.
من الضروري البدء مسبقًا في ترك الطفل مع صديق موثوق لاختبار قدرته على تحمل غياب أحد الأبوين، وهو ما يجعله يعتاد على الانفصال.
قد يسعد وجود لعبة أو بطانية أو أي شيء آخر يشعر الطفل بالراحة معه على تهدئته خلال هذه الفترة، وإذا لم يكن لديه فيجب تقديم واحدة له.
على الأبوين الاستماع جيدًا إلى ما يقوله الطفل سواء كانت مخاوف أو آراء، كما يجب ملاحظة الإشارات غير اللفظية مثل الغضب أو التشبث الزائد.
من المؤكد أن ترك الطفل ليس صعبًا على الأبوين فقط، بل وعلى الطفل أيضًا، ولذلك لا بد من التماسك خلال هذه اللحظات والتعامل معها بإيجابية، والتأكيد على مرات الزيارة اللاحقة، وهو ما يطمئن الطفل ويزيد من قدرته على الاعتياد.
ماذا لو كنت كثير المسؤوليات.. كيف توازن بين العمل والقيام بواجباتك الأسرية؟
ماذا لو كنت كثير المسؤوليات.. كيف توازن بين العمل والقيام بواجباتك الأسرية؟