يراقب المستثمرون مؤخرًا تداعيات الأزمة المالية التي يُعاني منها مصرف كريدي سويس السويسري، والتي اضطرته لاقتراض 45 مليار دولار من البنك المركزي، ما يعتبره البعض تهديدًا للمصارف الأوروبية بشكل عام.
وفي ظل هذه الأزمة، راهن عدد كبير من المستثمرين على تراجع أسهم المصارف الأوروبية، وهو ما حقق لهم 2 مليار دولار من أرباح عمليات البيع على المكشوف منذ بداية مارس وحتى منتصف الشهر.
وكانت عمليات البيع على المكشوف التي تمت على سهم BNP Paribas، قي صدارة العمليات صاحبة الأرباح الأكبر في قطاع البنوك الأوروبية، في حين أن المخاوف بشأن حدوث عدوى من أزمة كريدي سويس على البنوك الأوروبية آخذه في التصاعد.
وعلى الرغم من هذه الأرباح، إلا أنها تظل غير حقيقية بسبب وقف التداول على أسهم بعض البنوك، وبالتالي فهذه الأرقام موجودة فقط على الأوراق وليس في الواقع.
وبتحليل الزيادة في عمليات البيع على المكشوف خلال 30 يومًا ماضية، يتضح أن أكبر زيادة شهدها بنك “يوني كريدت”، يليه مصرف “بي إن بي باريبا”، ثم آي إن جي وسوسيتيه جنرال.
ماذا يعني البيع على المكشوف؟
يُعتبر البيع على المكشوف أسلوب تداول يحاول فيه المستثمر جني الأرباح من تكهنات بانخفاض سعر الأسهم، وفي حين أن هذه الطريقة يتم استخدامها على الأغلب في بيع الأسهم، إلا أنه يمكن الاستعانة بها في الأوراق المالية الأخرى مثل السندات والعملات.
وكبقية المراهنات، يخاطر المتداول بأمواله على أساس توقعاته بانخفاض الأسهم في المستقبل لأسباب عديدة، وحال تحقق توقعاته يحصل على الأرباح، وفي حال عدم تحققها يخسر أمواله.
ونظرًا لما يشوب هذا النظام من التداول الكثير من الجدل، فإنه تم حظره من قبل عدة مرات، خصوصًا في ظل الخسائر التي تلحق بالمتداول إذا أخطأ التوقع.
وتُعد المضاربة والتحوط من الأسباب الشائعة لاتباع نظام البيع على المكشوف من قبل المستثمرين.
كيف تتم؟
لبيع الأسهم، يقترض المتداول أسهم الشركة أو الأوراق المالية من وسيط تاجر ويبيعها في السوق المفتوحة، في ظل خطط لإعادة شرائها ولكن بسعر أقل.
يتم إرجاع النقد من البيع إلى المقرض، وحال انخفاض سعر السهم في المستقبل، يقوم التاجر بشراء السهم مرة أخرى بالسعر المنخفض ويعيد عدد الأسهم المقترضة إلى التاجر الوسيط، محتفظًا بالربح لنفسه.
ولا يرتبط البيع على الكشوف بإطار زمني محدد، إذ يمكن للمتداول أن يبيع الأسهم لوقت مفتوح، ويكون للتاجر أو الوسيط الحق في استعادة الأسهم متى شاء، وذلك عن طريق شرائها من السوق المفتوحة بالسعر الحالي.
ويُعد البيع على المكشوف دون اقتراض الأسهم، أحد أنواع هذه العملية، وتم حظر هذا الشكل من التداول بعد الأزمة المالية عام 2008.
إيجابيات وسلبيات
يُعتبر البيع على المكشوف سلاحًا ذا حدين، فهو من ناحية عملية مُربحة وتحقق عوائد مرتفعة حتى برأس مال ضعيف، ولكنها في نفس الوقت مغلفة بالكثير من المخاطر، فيمكن للخسائر أن تتراكم بسرعة وبشكل لا نهائي مع التوقعات الخاطئة.
وتكمن المخاطرة في أن سعر السهم ليس له حد أقصى، فيمكن أن يرتفع إلى ما لا نهاية، وفي المقابل قد يخسر المتداول 100% من استثماره الأساسي، أو أكثر من ذلك بكثير.
ولا تنطو المخاطرة على ارتفاع الأسهم فقط، بل يمكن أن تلحق المستثمر خسائر حال اختيار التوقيت الخاطئ للرهان على انخفاض الأسهم، فالأمر قد يتطلب بعض الوقت ويكون المتداول عُرضة لتراكم الفوائد.
من ناحية أخرى، يلجأ المنظمون في بعض الأحيان إلى فرض حظر على البيع على الكشوف لتجنب ضغوط البيع، وقد تنم هذه الإجراءات عن ارتفاع غير متوقع لأسعار الأسهم، بخلاف التكاليف المرتفعة للعملية بشكل عام.
بالأرقام.. كيف كان أداء الذهب أمام العملات الرئيسية حول العالم في 2022؟
بعد إدانة بوتين.. هذه أبرز اختصاصات وصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية