شهد عالم أجهزة ألعاب الفيديو تطورًا هائلًا منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث بيعت أكثر من 700 مليون وحدة حول العالم، فمن الألعاب الكلاسيكية مثل “زيلدا” إلى السلاسل الحديثة مثل “كول أوف ديوتي”، نجحت هذه الأجهزة في ترسيخ مكانتها كجزء لا يتجزأ من الثقافة العالمية، متجاوزة حدود الترفيه لتصبح صناعة بمليارات الدولارات.
وفي هذا التقرير نستعرض أبرز أجهزة ألعاب الفيديو التي تصدرت قوائم المبيعات عبر العقود، مع تسليط الضوء على النجاحات الهائلة التي حققتها سوني ونينتندو ومايكروسوفت.
يُعد بلايستيشن 2 أحد أكثر أجهزة ألعاب الفيديو تأثيرًا في التاريخ، حيث أحدث ثورة عند إطلاقه عام 2000، ومع إمكانية تشغيل أقراص الـ DVD والتوافق مع ألعاب الجيل السابق، جذب الجهاز ملايين اللاعبين منذ اليوم الأول.
ورغم الانتقادات التي وُجهت لقائمة ألعابه الأولى، فإن إطلاق عناوين شهيرة مثل “جراند ثيفت أوتو”، و”جران تورزمو”، و”تيكن” ساهم في زيادة شعبيته عالميًا، ووفقًا لسوني، تجاوزت مبيعات “بلايستيشن 2” 160 مليون وحدة، ليبقى حتى اليوم المعيار الذهبي لصناعة الألعاب.
بعد إخفاق Wii U، أعادت نينتندو رسم قواعد المنافسة بإطلاق “نينتندو سويتش” عام 2017، وهو جهاز هجين يجمع بين الألعاب المحمولة والمنزلية.
بفضل تصميمه العملي وتنوع ألعابه، إضافة إلى نجاحات ضخمة مثل “أنيمال كروسينج” و”زيلدا”، حقق “سويتش” أكثر من 152 مليون وحدة مباعة حتى مارس 2025، ليقترب من أسطورة بلايستيشن 2، وتستعد نينتندو لتعزيز هذا النجاح مع إطلاق “Switch 2″، الذي سجل 3.5 مليون وحدة مباعة في أيامه الأربعة الأولى.
في عام 2004، أطلقت نينتندو جهاز “دي إس”، الذي غير مفهوم الألعاب المحمولة بفضل تصميمه بشاشتين وميكروفون مدمج وإمكانية الاتصال بالإنترنت.
وحقق الجهاز نجاحًا هائلًا مدفوعًا بألعاب مثل “بوكيمون” و”سوبر ماريو”، إلى جانب ظواهر ثقافية مثل لعبة “نينتندوجز”، وباعت الشركة أكثر من 154 مليون وحدة من الجهاز، ليصبح أحد أبرز أجهزة ألعاب الفيديو المحمولة في التاريخ.
كان “جيم بوي” وجهازه الملون الذي صدر عام 1998 من أوائل الأجهزة التي رسخت هيمنة نينتندو على سوق الألعاب المحمولة.
ألعاب كلاسيكية مثل “تيتريس” و”سوبر ماريو لاند” ساعدت على انتشار الجهاز عالميًا، بينما أطلقت سلسلة “بوكيمون” ثورة ثقافية امتدت لعقود. وباعت الشركة أكثر من 118 مليون وحدة، مما جعله رمزًا لعصر كامل من أجهزة ألعاب الفيديو.
بعد نجاح بلايستيشن 2، حافظت سوني على زخمها مع إطلاق “بلايستيشن 4” عام 2013.
بفضل مكتبة ألعاب قوية وإبداعات مثل “ذا لاست أوف أس” و”جراند ثيفت أوتو”، حقق الجهاز مبيعات تجاوزت 113 مليون وحدة حتى عام 2020، وبهذا، تمكنت سوني من التفوق على منافستها مايكروسوفت في جيل كامل من أجهزة ألعاب الفيديو.
دخلت مايكروسوفت المنافسة بقوة مع “إكس بوكس 360″، الذي باع أكثر من 85 مليون وحدة عالميًا.
تميز الجهاز بخدمات الإنترنت المتطورة والأسعار التنافسية، إلى جانب مكتبة ألعاب ضخمة ركزت على الجمهور الغربي، ورغم فشل الأجيال اللاحقة من “إكس بوكس” في تكرار هذا النجاح، فإن 360 يبقى إنجازًا بارزًا في سوق أجهزة ألعاب الفيديو.
ما يميز سوق أجهزة ألعاب الفيديو هو الولاء العميق للعلامات التجارية الكبرى، وخاصة سوني ونينتندو، فالنجاحات التي حققتها أجهزة مثل بلايستيشن 2 وسويتش ودي إس، تعكس مدى قوة هذه العلامات في التأثير على اختيارات اللاعبين، حتى مع المنافسة الشرسة من الشركات الأخرى.
مع تجاوز المبيعات التراكمية للأجهزة 700 مليون وحدة، باتت صناعة أجهزة ألعاب الفيديو ركيزة أساسية في الاقتصاد الرقمي العالمي، ولا يقتصر الأمر على المبيعات المباشرة، بل يشمل أيضًا الألعاب، والاشتراكات، وخدمات البث، ما يجعلها واحدة من أسرع الصناعات نموًا وأكثرها تأثيرًا في الأجيال الحديثة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
سوق ألعاب الفيديو.. أي أصناف الأجهزة تدرّ أكبر الأرباح؟
بحجم كوب قهوة.. الصين تطلق أجهزة عرض بقدرات هائلة
تقنيات قديمة تعود بقوة في 2024.. من أجهزة التسجيل إلى آلات الكتابة والمزيد
