logo alelm
إنفوجرافيك| الذكاء الاصطناعي.. سلاح الاحتلال للتأثير على الأمريكيين

بعد الرفض الواسع من قِبل الشعوب الغربية لسياسات حكومة الاحتلال في حربها على غزة، ووقوف الأجيال الشابة ضد كل ما يبرر الانتهاكات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، بدأ الكيان المحتل التحرك عبر الذكاء الاصطناعي و إطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لتبرير أفعال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو. وجاء ذلك بعد تراجع شعبيته بشكل ملحوظ داخل الأوساط الأمريكية، وهو ما بدا جليًا قبيل خطابه الأخير في الأمم المتحدة.

ورغم تعدد الحملات التي أطلقها نتنياهو سابقًا، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة، إذ لا يزال يراهن على أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل السلاح الأبرز في ترسانة إسرائيل الدعائية. وهذا ما دفع حكومة الاحتلال للتعاقد مع شركة “كلوك تاور” لإنتاج مواقع إلكترونية جديدة تهدف إلى التأثير على صياغة نماذج الذكاء الاصطناعي وتقديم إجابات ومعلومات موجهة تستهدف جيل Z، مقابل مبلغ قدره 6 ملايين دولار. وبموجب هذا العقد، سيخصص ما لا يقل عن 80% من المحتوى الذي تنتجه الشركة لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بهدف تحقيق ما لا يقل عن 50 مليون مشاهدة شهرية.

وبموجب العقد، ستقوم شركة كلوك تاور بإنتاج مواقع إلكترونية جديدة للتأثير على كيفية صياغة نماذج الذكاء الاصطناعي مثل موقع “تشات جي بي تي“، والترويج لرسائل متعددة نيابة عن إسرائيل، وذلك بعد أن نجحت الشركة سابقًا في تنفيذ حملة داخل الولايات المتحدة لمكافحة معاداة السامية.

كما سيستهدف المشروع القادم شريحة من الشعب الأمريكي التي ابتعدت بشكل واضح عن دعم إسرائيل، وسيُبنى على تقرير بحثي يتناول الثقافة والديموغرافيا والتركيبة الفكرية والوجدانية داخل هذه الفئة. وتأتي هذه الخطوة بعد تراجع حاد في قبول نتنياهو داخل الولايات المتحدة، حيث أظهر استطلاع حديث أن 9% فقط من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و33 عامًا يؤيدون العمل العسكري الإسرائيلي في غزة.

الذكاء الاصطناعي والتركيز على الرأي العام الأميركي

أوضح أستاذ هندسة وأمن الشبكات د. أحمد بانافع أن الأمر ممكن بالفعل، لأن الشركة متخصصة في هذا المجال، وهدفها هو توجيه عملية تنظيم البيانات والمعلومات بحيث تتجه الإجابات نحو مسار محدد، بالاعتماد على مصادر مختارة بعناية. وأشار إلى أن الشركة قد تقوم بإنشاء مواقع مخصصة لهذا الغرض، وإجراء مقابلات مع مؤثرين، بحيث تعود المعلومات المنشورة إليهم إذا وُجدت على “يوتيوب” أو عبر “البودكاست”، ومن خلال منصات متنوعة يفضلها الذكاء الاصطناعي لأنها تمنحه مرونة أكبر في استقاء المعلومات.

وأضاف خلال حديثه لبرنامج “هنا الرياض” على قناة الإخبارية، أن هذه الخطط ليست مجرد حملات دعائية على مواقع محددة، بل تقوم على استغلال قنوات متعددة. فعلى سبيل المثال، لدى منصة “تيك توك” نحو 170 مليون مستخدم، وقد أصبحت محل اهتمام كبير خاصة بعد صفقة نقل ملكيتها لمستثمرين أمريكيين، إذ يعتمد 43% من الأمريكيين تحت سن الثلاثين على المنصة كمصدر رئيسي للأخبار. وبالتالي، فإن هذه الفئة تمثل شريحة مهمة جدًا تسعى إسرائيل لإيصال سرديتها إليها بالطريقة التي تريدها.

وعند الحديث عن “تشات جي بي تي”، أوضح بانافع أن المنصة تمثل نحو 82% من حصة السوق لمواقع الدردشة، إذ ترد يوميًا على مليار استفسار تقريبًا، ويزورها أسبوعيًا نحو 800 مليون مستخدم. وهذه الأرقام تجعلها نافذة هائلة للمعلومات التي قد تحاول أي حكومة ضخها للجمهور.

لماذا تركز إسرائيل على “تشات جي بي تي”؟

بحسب بانافع، يعود السبب إلى أن المنصة أصبحت المصدر الأول للمعلومات بالنسبة لشريحة واسعة من الشباب، خصوصًا من الجيل Z، الذين ابتعدوا عن “غوغل” ووسائل البحث التقليدية، وباتوا يعتمدون عليها في كل ما يتعلق بالاستفسارات حول الأخبار والمعلومات. وتكمن أهمية “تشات جي بي تي” في أنه لا يكتفي بالإجابة فقط، بل يمد المستخدمين بروابط منظمة ومرتبة للمصادر التي يستند إليها، وهو ما يعزز الثقة فيه، على عكس البحث العشوائي في روابط متعددة عبر “غوغل”.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

كيف تساعد الميكروبات المعوية أدمغتنا على النوم؟

المقالة التالية

وزير الحرب الأمريكي يثير القلق: يجب أن نستعد للقتال