إنفوجرافيك| بلدان تدفع فاتورة الإنترنت الأعلى

أكتوبر ٦, ٢٠٢٥

في عالم يعتمد بشكل متزايد على الاتصال الرقمي، أصبح الإنترنت اليوم أشبه بشريان أساسي للحياة اليومية، سواء في التعليم أو الأعمال أو الترفيه أو حتى في الحصول على الخدمات الحكومية. ومع ذلك، فإن تكلفة هذا الاتصال تختلف على نحو واسع بين منطقة وأخرى، وهو ما يعكس التفاوت الكبير في البنية التحتية وسياسات السوق ومستويات المنافسة.

يعرض الإنفوجرافيك التالي متوسط الأسعار العالمية للإنترنت الثابت (عريض النطاق) لكل ميجابت في الثانية (Mbps) لأعلى 5 دول في العالم لعام 2025، وذلك بالاعتماد على بيانات صادرة عن We Are Social. هذه الأرقام تضعنا أمام صورة واضحة للفجوة الهائلة بين الدول التي تعتبر خدمة الإنترنت فيها رفاهية مرتفعة الثمن، وتلك التي توفرها لمواطنيها بتكاليف شبه رمزية.

بلدان توفر الإنترنت بأعلى تكلفة

في قمة التصنيف، برزت الإمارات العربية المتحدة باعتبارها صاحبة الإنترنت الأغلى في العالم، إذ يبلغ متوسط السعر نحو 4.31 دولار للميجابت. ويقترب هذا الرقم من ضعف تكلفة الإنترنت في غانا، التي جاءت في المركز الثاني بمتوسط 2.58 دولار. ويرجع الخبراء هذا الغلاء إلى مجموعة من العوامل، أبرزها قلة عدد مزوّدي الخدمة، حيث تحتكر شركتان حكوميتان فقط السوق المحلي، بالإضافة إلى تحديات مرتبطة بالبنية التحتية والتشريعات المنظمة.

وإلى جانب الإمارات وغانا، سجلت دول مثل سويسرا وكينيا والمغرب أسعارًا مرتفعة، إذ تجاوزت التكلفة في جميعها حاجز الدولار الواحد للميجابت في الثانية، وهو ما يجعل الوصول إلى الإنترنت هناك أكثر كلفة مقارنةً بالمتوسط العالمي.

الإنترنت الأرخص.. أوروبا الشرقية وآسيا

في المقابل، تكشف البيانات أن بعض الدول تقدم خدمات الإنترنت بأسعار بالغة الانخفاض. فقد جاءت رومانيا في صدارة الدول الأرخص عالميًا بمتوسط لا يتجاوز 0.01 دولار للميجابت، تلتها روسيا عند 0.02 دولار، ثم بولندا عند 0.03 دولار. ويُعزى ذلك غالبًا إلى المنافسة الشديدة بين الشركات الخاصة، إضافة إلى الاستثمارات الضخمة التي ضختها الحكومات في البنية التحتية الرقمية خلال السنوات الماضية.

كما برزت مجموعة من الدول الآسيوية، مثل فيتنام والصين وكوريا الجنوبية، التي توفر خدمات إنترنت سريعة وموثوقة بأسعار منخفضة جدًا، حيث لا تتجاوز التكلفة في بعضها 0.05 دولار للميجابت الواحد. هذه السياسات تعكس إدراك تلك الدول لأهمية الإنترنت كأداة للنمو الاقتصادي والتحول الرقمي.

وتقع الولايات المتحدة في فئة الدول التي توفر الإنترنت بأسعار مقبولة نسبيًا، إذ يبلغ متوسط السعر هناك 0.08 دولار للميجابت. ولا يختلف الوضع كثيرًا في دول صناعية أخرى مثل فرنسا واليابان وألمانيا، التي تبقى أسعارها أقل من المعدل العالمي المقدر بحوالي 0.42 دولار.