أعلنت شركة “غوغل” عن أكبر توسع في تاريخها لمنتجات الذكاء الاصطناعي، منتصف هذا الأسبوع، حيث أطلقت “وضع الذكاء الاصطناعي” في محرك بحثها ليشمل أكثر من 35 لغة جديدة، من بينها اللغة العربية، وأكثر من 40 دولة حول العالم.
وتمثل هذه الخطوة، التي ترفع إجمالي الدول المتاح فيها البحث الحواري إلى أكثر من 200 دولة، تغييرًا جوهريًا في كيفية وصول مليارات المستخدمين للمعلومات، وتأتي في سياق سباق محموم للحفاظ على هيمنة غوغل في مواجهة المنافسين الناشئين في مجال الذكاء الاصطناعي.
يجسد هذا التوسع، الذي وصفته الشركة بأنه أسرع انتشار دولي لمنتج ذكاء اصطناعي في تاريخها، تحولًا استراتيجيًا من البحث التقليدي المعتمد على الكلمات المفتاحية إلى البحث الحواري القائم على فهم اللغة الطبيعية.
وتشير بيانات “غوغل” الداخلية إلى أن سلوك المستخدمين يتغير بالفعل، حيث أصبحت الأسئلة المطروحة في “وضع الذكاء الاصطناعي” أطول بثلاث مرات تقريبًا من استعلامات البحث التقليدية، فبدلًا من كتابة “طقس باريس”، يسأل المستخدمون الآن: “ماذا يجب أن أحزم في حقيبتي لرحلة تستغرق 3 أيام إلى باريس في أكتوبر مع الأخذ في الاعتبار الطقس والفعاليات الثقافية هذا الأسبوع؟”.
ويستند هذا التطور التقني إلى نماذج “Gemini” المخصصة من “Google”، والتي تم تصميمها للتعامل مع هذا المستوى من التعقيد.
وفي هذا السياق، قالت هيما بوداراجو، نائبة رئيس إدارة منتجات البحث في غوغل: “نماذج جيميني الأحدث لدينا تدعم قدرات أقوى بشكل كبير في البحث”، وقد أمضى فريق الهندسة في الشركة أشهراً في صقل ما أسموه “الاستدلال المتقدم والفهم متعدد الوسائط”، مع التركيز على الفروق الدقيقة في كل لغة، من المصطلحات التقنية في الألمانية إلى التعبيرات العامية في البرتغالية البرازيلية، وهو تحدٍ تقني هائل يصعب على الشركات الأصغر مجاراته.
وتأتي هذه الخطوة في توقيت مهم، حيث تستعد شركة “OpenAI” لإطلاق منتج بحث خاص بها، بينما تضاعف “مايكروسوفت” من دمج مساعدها “Copilot” في خدماتها.
وتهدف غوغل من خلال هذا الانتشار السريع إلى ترسيخ “وضع الذكاء الاصطناعي” كواجهة تفاعلية أساسية للبحث قبل أن يتمكن المنافسون من اللحاق بالركب.
وتتمتع غوغل بمزايا تنافسية هائلة، إذ تجمع بين الوصول الفوري إلى شبكة الإنترنت، والتكامل مع الشركات المحلية، وقاعدة المستخدمين الضخمة، وعامل الثقة المكتسب على مدار سنوات.