دراسة بريطانية: تناول الأطباق العالمية يعزز التسامح تجاه المهاجرين

نوفمبر ١٦, ٢٠٢٥

شارك المقال

دراسة بريطانية: تناول الأطباق العالمية يعزز التسامح تجاه المهاجرين

أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن تناول المأكولات العالمية لا يمنح نظامًا غذائيًا أكثر تنوعًا فحسب، بل يعزز الانفتاح تجاه الأفراد ويخلق التسامح تجاه الأجانب والمهاجرين، بعدما كشفت نتائج البحث، الذي أجرته جامعتا برمنغهام وميونيخ، أن الأشخاص الذين يتناولون طعامًا متنوعًا من عدة مطابخ دولية كانوا أقل ميلًا للنظر إلى المهاجرين باعتبارهم تهديدًا اقتصاديًا أو ثقافيًا.

تأثير الأطعمة الدولية على المواقف المجتمعية

استهدف البحث أكثر من ألف شخص من البريطانيين البيض، وقاس مواقفهم تجاه مهاجرين من أفريقيا وآسيا والكاريبي وأوروبا، إلى جانب عدة عوامل مثل التصويت لسياسيين معادين للهجرة وتكرار تناول ستة أنواع مأكولات: الهندية، التركية، الصينية، التايلاندية، الكاريبية، والإسبانية.

النتائج أثبتت أن تكرار تناول هذه المأكولات كان مرتبطًا إيجابيًا بنظرة أكثر انفتاحًا وتسامحًا تجاه المهاجرين الأفارقة والآسيويين والأوروبيين، كما أدى لانخفاض احتمال التصويت ضد سياسات الهجرة.

العوامل المؤثرة وأهمية الاحتكاك الثقافي الإيجابي

أوضحت الدراسة أن هذا التأثير لا يعود بالضرورة لطبيعة الفرد المنفتحة، بل يرتبط غالبًا بالاحتكاك الإيجابي مع أفراد من ثقافات أخرى ونشوء روابط إيجابية من تجربة الطعام نفسها.

تناول الطعام في مطاعم أو أكشاك دولية يتيح للأفراد التواصل بشكل طبيعي وودي مع أبناء الجاليات المختلفة، بعكس الأنشطة الثقافية التي تتطلب معرفة وخلفية مسبقة. وبحسب الدكتور رودولفو ليفا، يُعد الأكل من أكثر طرق التعرف على التنوع الثقافي سهولةً ومتعةً في المجتمع البريطاني.

تاريخ وتأثير المأكولات الدولية في بريطانيا

ترسخ التنوع الغذائي الدولي في بريطانيا منذ افتتاح أول مطعم هندي عام 1810 وحتى انتشار مطاعم ومخابز المهاجرين من الكاريبي وجنوب آسيا، وأصبحت الأطباق مثل الكاري، الأرز مع البازلاء، والدجاج المشوي، جزءًا من المشهد الغذائي البريطاني.

تناول الأكلات الأجنبية أصبح ثاني أقوى مؤشر على التسامح تجاه المهاجرين بعد التعليم، وأسهم في بناء علاقات إيجابية ودمج الجالية المهاجرة بالمجتمع.

توصيات نحو مجتمع أكثر انفتاحًا وشمولًا

أشارت الدراسة إلى أن تجربة الطعام العالمي يمكن أن تكون وسيلة قوية لتعزيز الانفتاح الاجتماعي، موصية المدارس والمؤسسات بتفعيل الفعاليات الغذائية وتقديم الحوافز الضريبية للمشاريع الغذائية، إضافة لحملات سياحية تبرز التنوع الثقافي الغذائي.

تناول الأطعمة من مختلف البلدان لا يساعد فقط في بناء علاقات، بل يسهم بشكل حقيقي في تقليص التوترات المجتمعية وتعزيز التعايش والانفتاح الثقافي في بريطانيا.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech