قد تسمع كثيرًا أن اليقظة الذهنية “التأمل، التنفس، المراقبة الداخلية” هي الطريقة المثلى لتخفيف القلق، ولكنها ليست الوحيدة، بالإضافة إلى أنها ليست مناسبة للجميع، فالبعض يشعر بأن السكون المطلق يُفاقم توتره، أو أن الجلوس بصمت يُطلق الأفكار المزعجة بدل أن يهدئها، وفي هذه الفجوة تبرز الحاجة إلى هوايات عجيبة لتخفيف القلق، أي أنشطة غير تقليدية تُفعّل الحواس والجسد لتُعطي فرصة للتنفيس عن التوتر بطريقة طبيعية وفعالة.
في هذا التقرير نستعرض أبرز الهوايات الغريبة المجربة، القادرة على المساعدة الفعلية في تخفيف القلق وتحقيق توازن عقلي وعاطفي لمن يشعر بأن الطرق التقليدية لا تناسبه.
تشكيل الفخار
من أولى الهوايات التي يوردها المختصون هي الفخار، فالتفاعل الحسي مع الطين، تشكيله وتنعيمه، يُعد نشاطًا ملموسًا يبعد العقل عن التفكير السلبي، حيث يؤكد الخبراء أن الأشكال الفنية اللمسية تساعد الجسم على تفريغ التوتر، وعند استعمال عجلة الفخار، يستقر الجهاز العصبي في إيقاع هادئ، ولا يُشترط أن تصنع قطعة مثالية، بل أن تشكّل، أن تشعر.
البحث عن الطعام في الطبيعة
الانخراط في بحث عن نباتات برية هو أكثر من مجرد نشاط خارجي؛ إنه تجربة حضور حقيقية في الطبيعة، تفرض عليك أن تلاحِظ اللون، الرائحة، الصوت، على نحو يُبعد التفكير المتكرر.
هذه الهواية تُعزّز ما يُعرف بـ “نظرية استعادة الانتباه”، التي تقول إن البيئة الهادئة تعيد ضبط ذهنك وتساعد في تخفيف القلق، وفي تجارب واقعية، لاحظ البعض أنهم بدأوا ينامون أفضل ويفكرون أوضح بعد مشاركات في رحلات البحث عن الطعام، حيث يتراجع القلق بالموازاة مع تفاعل الحواس.
مراقبة الطيور
قد تبدو الهواية بسيطة، لكنها في جوهرها آلية فعالة لتخفيف القلق، حيث تُحوّل مراقبة الطيور تركيزك من الأفكار المقلقة إلى متابعة الحركات الصغيرة، صوت الجناح، لون الريش، كيف تتحرك بين الأغصان، كما أظهرت دراسة عام 2022 أن رؤية أو سماع الطيور يُحسّن الصحة النفسية لعدة ساعات لاحقة.
وتعد مراقبة الطيور من الهوايات التي تساعد على تخفيف القلق لأنها تُمكّنك من الانتقال من التفكير إلى الملاحظة، من التشويش إلى الانتباه الصامت المدعوم بالحواس.
ألغاز الصور المقطوعة
حين تُعطي وقتك لحل لغز، فإنك تدخل في حالة تُسمّى “التدفق” (Flow)، حيث يُنغمس عقلك في المهمة الواحدة ويُفرج عن هرمونات إيجابية، هذا النوع من التركيز يقلل تواتر الأفكار المتسلطة ويُسهم في تخفيف القلق.
البستنة
ليست مجرد زراعة نباتات أو ترتيب حديقة، بل تجربة تواصل حسي بينك وبين الأرض.
الحِفر والزرع والري والتقليم يُنشط الحواس ويُخرِجك من قلب دوامة الأفكار، وقد بينت دراسات أن البستنة تقلل التوتر والقلق والاكتئاب، حتى لدى أولئك الذين لم يسبق لهم ممارسة البستنة.
فالنباتات والتربة تخلق رابطًا مع الطبيعة، ومع مكوناتها البكتيرية التي يُعتقد أنها ترفع مستويات السيروتونين.
بناء النماذج
هواية بناء النماذج – سواء موديلات مصغّرة أو مجسّمات ميكانيكية – هي أحد أشكال التدفق المخصص، حيث تمرّر التفاصيل، تقيس، تلصق، تعدّل، وفي هذا التركيز الدقيق، تذوب الضوضاء الذهنية، ويُهدَّأ العقل.
إنها واحدة من أعظم الهوايات العجيبة لتخفيف القلق لأنها تمكنك من التحكم في المشاريع الصغيرة، فينتعش الشعور بالإنجاز والسلام الداخلي.
الجري على الطرق الوعرة
الجري في مسارات غير ممهدة يجبرك على استخدام جسمك بتركيز كامل، حيث لا مكان للتفكير الزائد، ويُعرف هذا النمط باليقظة المجسدة، وهو شكل من أشكال الحضور الذهني أثناء الحركة، وتربط العديد من الأبحاث التمارين الإيقاعية مثل الجري بانخفاض القلق وتحسّن جودة الحياة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
10 حقائق غير عادية عن السعرات الحرارية
