4 سمات سرّية تقود الناجحين نحو أهدافهم

أكتوبر ٢٦, ٢٠٢٥

شارك المقال

4 سمات سرّية تقود الناجحين نحو أهدافهم

في عالمٍ تُقاس فيه الطموحات بعدد الدورات التدريبية والملاحظات اليومية، تأتي عالمة النفس الأميركية أنجيلا دكوورث لتقلب الطاولة على المألوف. فبدلًا من الغوص في دفاتر الامتنان وقوائم الأمنيات، تدعو أستاذة جامعة بنسلفانيا إلى نهج أكثر واقعية وجرأة: «توقّف عن الكتابة في مفكرتك… وابدأ التجربة».

هذا التصريح، الذي أطلقته في حلقة حديثة من بودكاست «ميل روبنز» خلال أكتوبر الجاري، لم يكن مجرد نصيحة تحفيزية، بل خلاصة أكثر من 15 عامًا من الأبحاث عما تسميه «العزيمة»، أي ذلك المزيج الخفي بين الشغف والمثابرة الذي يميز من ينجحون فعلًا عمن يتوقفون عند منتصف الطريق.

ما الذي يجمع الناجحين؟

تقول دكوورث إن الأشخاص الذين يحققون أهدافهم باستمرار يشتركون في أربع سمات رئيسية:

  1. يتبعون شغفهم الحقيقي، لا ما يمليه السوق أو التقليد.

  2. يتدرّبون بوعيٍ وجهدٍ متواصل، لا بشكلٍ روتيني مملّ.

  3. يرون لأنفسهم هدفًا يتجاوز ذواتهم، ويشعرون أنهم يُحدثون أثرًا في حياة الآخرين.

  4. يحافظون على أملٍ حقيقي بالتطور والتحسن مهما كانت الصعوبات.

وبحسبها، فإن «العقول العظيمة لا تظل حبيسة فكرة النجاح، بل تنجذب تلقائيًا إلى ما يثير اهتمامها وتبقى هناك». لذلك، لا يمكن للشغف أن يُزرع من فراغ: «لا يمكن أن تنمو البذرة من دون اهتمام أولي، فالشغف لا يُصنع بالإجبار»، تقول دكوورث.

الشغف لا يُكتشف بالأسئلة

تنصح دكوورث من لم يكتشف بعد ما يثير شغفه بأن يصغي لملاحظات الآخرين، فقد يلفت أحدهم انتباهك إلى أمرٍ تقضي وقتك فيه دون وعي. ثم تضيف: «لا تفكر كثيرًا… جرب. توقّف عن طرح الأسئلة على نفسك وعن كتابة الأفكار في المفكرة. الشغف يشبه الطعام، لا يمكنك معرفة ما تحبّه حتى تتذوقه».

هذه الفكرة البسيطة تحمل انقلابًا على ثقافة «التأمل المستمر» التي تهيمن على كتب التنمية الذاتية. فبدلًا من البحث عن الذات عبر الصفحات، تدعو الباحثين عن أهدافهم إلى التحرك الميداني، إلى التجربة بكل ما فيها من فشل ومحاولة

من التدريب الروتيني إلى الممارسة الواعية

تروي دكوورث تجربة شخصية لتوضيح الفرق بين «الممارسة المنخفضة الجودة» و«التدريب الحقيقي». فبرغم كونها عدّاءة شغوفة، ظلت لسنوات تركض بلا تحسن يُذكر، إلى أن واجهها أستاذها الراحل أندرس إريكسون بأسئلة جوهرية: هل تضعين هدفًا واضحًا؟ هل تتدربين بتركيز كامل؟ هل تتلقين ملاحظات عن أدائك؟

كانت الإجابة «أبدًا». عندها أدركت أنها تمارس الجهد لا التعلم.

وهنا تكمن الفكرة، فليس كل تعبٍ مثمرًا، ولا كل التزامٍ تطويرًا. الممارسة الحقيقية تتطلب وعيًا بالهدف، ومتابعة دقيقة لما يمكن تحسينه.

الغاية لا تُلغي الطريق

أما السمة الثالثة، وهي «الهدف»، فتتصل بإحساس المسؤولية تجاه الآخرين. فوفق ما تشير إليه الباحثة ميل روبنز، الشعور بأنك تعمل من أجل قضية أو أشخاص آخرين يعزز الالتزام ويمنح المعنى. لكن الكاتب والطبيب جوردان جرومِت حذّر، في مقالٍ نشره موقع CNBC Make It، من أن التركيز المفرط على «الغاية الكبرى» قد يجعلنا نقلل من شأن الرحلة نفسها.

يكتب جرومِت: «عندما ننشغل بالنتائج النهائية، نفقد متعة الطريق. أما المشاريع الصغيرة اليومية، فهي مصدر مستمر للرضا بغض النظر عن النتيجة».

هذا التحليل يعيد التوازن إلى فكرة النجاح نفسها، فليس الهدف النهائي ما يصنع الإنسان، بل نوع الرحلة التي يخوضها للوصول إليه.

نصر صغير كل يوم

عندما تسوء الأحوال ويهتز الدافع، فإن دكوورث تملك طريقة بسيطة لتجاوز الإحباط: «أكتب قائمة مهام سخيفة السهولة: مثل “افتح ملف جوجل دوك”. أفتحه وأضع علامة ✔️. هذا انتصار صغير».

إنها فلسفة «الخطوة الصغيرة» التي تعيد للإنسان ثقته بنفسه عبر إنجازات تبدو تافهة في ظاهرها، لكنها تُبقي شرارة التقدّم مشتعلة. فالفشل ليس في كِبر المهمة، بل في نسيان تقسيمها إلى ما يمكن فعله الآن.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech