
كشفت بيانات موسوعة ويكيبيديا، التي تستند إلى سجلات رسمية من مجموعة أبحاث الشيخوخة وموسوعة غينيس للأرقام القياسية، أن الفرنسية جين كالمينت تُعد صاحبة أطول عمر بشري مُسجّل في التاريخ، إذ عاشت 122 عامًا و164 يومًا، متجاوزةً بذلك جميع الأرقام القياسية الأخرى بفارقٍ كبير.
وتكشف الإحصاءات أن النساء يهيمنّ بشكلٍ أكبر على قائمة أطول الأعمار في العالم، إذ إن جميع المراكز العشرة الأولى تشغلها إناث، بينما تأتي أعمار الرجال الموثّقة أقل بعدة سنوات، ما يعزز الفرضية العلمية حول تمتّع النساء بعوامل بيولوجية وصحية تمنحهنّ عمرًا أطول. ويؤكد خبراء الشيخوخة أن دراسة هذه الحالات النادرة تفتح آفاقًا واسعة لفهم العلاقة بين الجينات، والتغذية، ونمط الحياة، وتأثيرها في إطالة العمر وجودته.
تُعد قائمة أكبر النساء عمرًا في التاريخ الحديث شاهدًا على استثنائية بعض التجارب البشرية التي تخطّت حدود الأعمار المعتادة، حيث تصدّرت الفرنسية جين كالمينت القائمة بعدما عاشت 122 عامًا و164 يومًا، لتسجّل أطول عمر موثّق في التاريخ. تليها اليابانية كين تاناكا التي بلغت 119 عامًا و107 أيام، ثم الأمريكية سارة كناوس بعمر 119 عامًا و97 يومًا، وجميعهن نماذج نادرة في سجلات المعمّرين حول العالم.
كما شملت القائمة الفرنسية لوسيل راندون التي عاشت 118 عامًا و340 يومًا، واليابانية نبي تاجيما بعمر 117 عامًا و260 يومًا، والكندية ماري لويز ميلور التي وصلت إلى 117 عامًا و230 يومًا. وجاءت الجامايكية فيوليت براون بعمر 117 عامًا و189 يومًا، والإسبانية ماريا برانياس التي بلغت 117 عامًا و168 يومًا، ثم الإيطالية إيما مورانو بعمر 117 عامًا و137 يومًا، وأخيرًا اليابانية تشيو مياكو التي عاشت 117 عامًا و81 يومًا، لتُختتم بهذه الأسماء مسيرة عقدٍ من أطول النساء عمرًا في التاريخ الحديث.
وتُعتبر جين كالمينت مثالًا فريدًا في التاريخ الحديث، إذ وُلدت عام 1875 وعاصرت تحولات كبرى شهدها العالم، من بناء برج إيفل إلى الحربين العالميتين وظهور التكنولوجيا الحديثة. وكانت تنسب سر طول عمرها إلى أسلوب حياتها البسيط ونظامها المتوسطي الذي تضمن استخدام زيت الزيتون، وتناول الشوكولاتة، والحفاظ على نشاطها البدني حتى أواخر سنواتها.
وفي المركز الثالث، تأتي سارة كناوس، أكبر معمرة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي عُرفت بهدوئها وابتسامتها الدائمة، وقد عاشت لترى ستة أجيال من عائلتها قبل وفاتها عام 1999، لتُصبح رمزًا للمعمّرين في الولايات المتحدة.
ويُرجّح العلماء أن تفوق النساء في طول العمر يعود إلى عوامل بيولوجية وسلوكية، من أبرزها الدور الوقائي لهرمون الاستروجين الذي يُساهم في حماية القلب والأوعية الدموية، إلى جانب انخفاض انخراط النساء في السلوكيات الخطرة مقارنة بالرجال. وتشير دراسات حديثة على الثدييات إلى أن امتلاك كروموسومين X يمنح الإناث قدرة أكبر على مقاومة الطفرات الجينية الضارة، وهو ما قد يُفسّر تفوقهن الوراثي في طول العمر.
اقرأ أيضًا:
الاكتئاب.. من الأكثر عرضة النساء أم الرجال؟