logo alelm
لماذا تبدو أعراض القولون العصبي عند النساء أكثر حدة؟

القولون العصبي يُعدّ من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا، إذ يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم بدرجات متفاوتة، وعلى الرغم من أنه لا يُصنف كمرض خطير يهدد الحياة، إلا أن تأثيره على جودة الحياة قد يكون ملحوظًا، وخاصة عند النساء فغالبا ما تكون الأعراض أكثر حدة وتأثيرًا على جودة الحياة اليومية لديهن.

ويزداد التحدي لدى النساء في كيفية التعايش مع أعراض القولون العصبي وإيجاد وسائل للسيطرة عليه، لارتباطه بعدة عوامل أخرى منها التغيرات الهرمونية التي تصاحب الدورة الشهرية أو فترات الحمل، إضافةً إلى التأثير المباشر للتوتر والضغوط النفسية وتحملهن أدوارًا متعددة على الصعيد الأسري والعملي.

أعراض القولون العصبي

تُعتبر متلازمة القولون العصبي من الاضطرابات الهضمية المزمنة التي قد تستمر أعراضها لفترات طويلة، لكنها لا تظهر دائمًا بنفس الحدة، فقد تهدأ أحيانًا لتعود وتظهر في نوبات متكررة.

من أبرز الأعراض الشعور بآلام أو تقلصات في البطن غالبًا ما ترتبط بالرغبة في التبرز، إضافةً إلى الانتفاخ وزيادة الغازات. كما يعاني بعض الأشخاص من تغيّر في شكل أو طبيعة البراز، سواء بالإصابة بالإمساك أو الإسهال، وأحيانًا بالتناوب بينهما.

وقد يرافق هذه الأعراض شعور بعدم اكتمال عملية التبرز أو الحاجة المستمرة للذهاب إلى الحمام، إلى جانب ملاحظة وجود مخاط أبيض في البراز. هذه العلامات مجتمعة تجعل القولون العصبي حالة مزعجة تؤثر على الروتين اليومي وجودة الحياة، رغم أنه لا يُصنف كمرض خطير.

أسباب القولون العصبي عند النساء

يصنف الأطباء القولون العصبي كاضطراب في التفاعل بين الدماغ والأمعاء، أي أن المشكلة ترتبط بكيفية تواصل الجهاز العصبي مع الجهاز الهضمي وتنظيم عمله. ضعف هذا التواصل قد يؤدي إلى عدة اضطرابات، مثل انقباضات غير طبيعية في عضلات الأمعاء، أو حساسية مفرطة في الأعصاب تجعل الشخص أكثر تأثرًا بالألم والانتفاخ.

هناك عوامل أخرى يُعتقد أنها تساهم في ظهور القولون العصبي لدى النساء من بينها :

التغيرات الهرمونية: ترتبط نوبات القولون العصبي لدى كثير من النساء بالدورة الشهرية، حيث تؤثر التغيرات في هرموني الإستروجين والبروجستيرون على حركة الأمعاء وحساسية الجهاز الهضمي.

الحمل وما بعد الولادة: يسبب الحمل ضغطًا إضافيًا على الأمعاء، بالإضافة إلى تغيرات هرمونية ونفسية قد تزيد من حدة الأعراض.

التوتر والضغط النفسي: تلعب الضغوط اليومية والأعباء الأسرية والعملية دورًا كبيرًا في زيادة تهيّج القولون العصبي عند النساء.

الحساسية تجاه بعض الأطعمة: قد تكون النساء أكثر حساسية لبعض الأطعمة مثل الكافيين أو الأطعمة الدسمة، مما يفاقم الأعراض.

التجارب الحياتية المبكرة: تشير الأبحاث إلى أن التعرض للضغوط أو الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة قد يزيد احتمالية الإصابة بالقولون العصبي لاحقًا، وهو ما يظهر بنسبة أكبر لدى النساء.

علاج القولون العصبي عند النساء

يركز علاج متلازمة القولون العصبي عند النساء على التحكم في الأعراض وتخفيفها بقدر الإمكان حتى تتمكن المريضة من التعايش براحة أكبر، وغالبًا ما تكفي بعض التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي للتقليل من شدة الأعراض، خاصة في الحالات الخفيفة.

تشمل هذه التغييرات: تجنّب الأطعمة التي تسبب تهيّج القولون أو تزيد الغازات، مثل المشروبات الغازية والكحول، كما قد ينصح الأطباء بالابتعاد عن الغلوتين لدى بعض المرضى، والابتعاد عن بعض أنواع الكربوهيدرات التي قد تسبب الانتفاخ والإسهال، إلى جانب ذلك، يُنصح بالإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف، شرب الماء بانتظام، ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

في الحالات المتوسطة أو الشديدة، قد تكون هناك حاجة إلى علاج دوائي، حسب طبيعة الأعراض. من بين الأدوية المستخدمة تكون؛ مكملات الألياف، الملينات الخفيفة، أدوية الإسهال والأدوية المضادة للتشنجات لتخفيف تقلصات البطن، بالإضافة إلى بعض مسكنات في حال كان الألم أو الانتفاخ شديدًا.

كما أن السيطرة على التوتر والقلق تُعد جزءًا مهمًا من العلاج، إذ قد يؤدي الضغط النفسي إلى تفاقم الأعراض، ولهذا قد ينصح الطبيب أحيانًا بالعلاج النفسي أو بالأدوية المساعدة على الاسترخاء.

أفضل علاج للقولون العصبي عند النساء

لا يوجد علاج واحد يناسب جميع المصابين بمتلازمة القولون العصبي، لكن هناك خطوات بسيطة يمكن للنساء اتباعها لتساعد في التخفيف من الأعراض ومنع تفاقمها:

– اتباع نظام غذائي متوازن وتسجيل الأطعمة التي تتناولها مع ملاحظة الأعراض لتحديد ما يثير القولون لديك وتجنبه.

– الحرص على شرب كمية كافية من السوائل يوميًا، بما يعادل 8–10 أكواب (حوالي 1.5 لتر)، ويفضل أن تكون ماءً أو مشروبات خالية من الكافيين مثل شاي الأعشاب.

–  ممارسة الرياضة بانتظام، تخصيص وقت للاسترخاء

– تجربة مكملات البروبيوتيك لمدة شهر، فقد تساعد في تحسين توازن بكتيريا الأمعاء وتخفيف بعض الأعراض.

مهيجات القولون

قد يلاحظ المصابون بمتلازمة القولون العصبي أن بعض الأطعمة أو المشروبات تجعل الأعراض أكثر حدة، ورغم أن المهيجات تختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك أنماطًا شائعة يجب الانتباه إليها.

تشمل هذه المهيجات؛ المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، إضافة إلى المشروبات الغازية التي تزيد الانتفاخ. كما قد تسبب الأطعمة الدهنية، الحلوى الغنية بالسكريات، والمحليات الصناعية تهيج القولون.

وبالنسبة للبعض، قد تؤدي منتجات الألبان إلى مشكلات، خاصة لدى من يعانون من حساسية اللاكتوز، كذلك يمكن أن تسبب بعض الخضراوات مثل البروكلي، القرنبيط، والملفوف زيادة الغازات والشعور بعدم الراحة. أما الأطعمة الغنية بالألياف أو الكربوهيدرات صعبة الهضم، فقد تكون أيضًا مزعجة لبعض الأشخاص.

ولتقليل حدة الأعراض، يُنصح بتناول الوجبات بانتظام، مراقبة استجابة الجسم لأنواع الطعام المختلفة، وتجنّب ما يثير الأعراض قدر الإمكان.

اقرأ أيضًا:

كيف تصل بكتيريا الإشريكية القولونية إلى غذائنا؟

علاقة وثيقة بين بكتيريا الأمعاء وسرطان القولون والمستقيم

قرائن جديدة تفسر سبب إصابة الشباب بسرطان القولون والمستقيم

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

الوجه الآخر للمشاعر السلبية.. فائدة غير متوقعة للإحباط

المقالة التالية

لوكا زيدان.. ابن أسطورة فرنسا يمثّل منتخب الجزائر