logo alelm
إنفوجرافيك| قاعة الرقص في البيت الأبيض

بدأت في العاصمة الأمريكية هذا الأسبوع أعمال تشييد قاعة فخمة جديدة داخل البيت الأبيض، بمبادرة من الرئيس دونالد ترامب، وتبلغ قيمتها التقديرية نحو ربع مليار دولار. ويشمل المشروع إزالة جزء من الجناح الشرقي تمهيدًا لبناء المنشأة، التي ستصبح واحدة من أكبر الإضافات في تاريخ المقر الرئاسي.

وستمتد القاعة الجديدة المخصصة للمناسبات على مساحة تقارب 90 ألف قدم مربعة، أي ما يعادل تقريبًا ضعفي حجم المبنى الرئيسي. وتؤكد تصريحات ترامب أن القاعة صُمّمت لتتسع لما يقرب من ألف شخص، مع وعدٍ صريح بأن التمويل لن يأتي من الخزينة العامة، بل من تبرعات رجال أعمال وشركات، إلى جانب مساهمته الشخصية.

رؤية ترامب للمشروع

يرى الرئيس أن البيت الأبيض بحاجة إلى فضاء واسع يليق باستضافة المناسبات الكبرى، بعد أن وصف الغرفة الشرقية بأنها غير كافية لهذا الغرض. ولا يمكن لهذه الغرفة، التي تُعد الأضخم حاليًا في المبنى، استقبال أكثر من بضع مئات من الحضور، وهو ما دفع ترامب إلى المضي قدمًا في بناء قاعة فسيحة ومهيبة تواكب طموحاته الرئاسية.

ويؤكد البيت الأبيض أن المشروع يُموَّل بالكامل من تبرعات خاصة، من دون استخدام أموال دافعي الضرائب. ولم تُعلن بعد قائمة الجهات المشاركة في التمويل، غير أن تقارير أشارت إلى أن شركة يوتيوب دفعت نحو 22 مليون دولار ضمن تسوية قضائية سابقة مع ترامب، في حين لم تُكشف قيمة مساهمة الرئيس الشخصية. ولإقامة القاعة، كان لا بد من تعديل في واجهة الجناح الشرقي، وهو القسم الذي يُستخدم عادةً للأغراض الاجتماعية واستقبال الزوار. وأكد ترامب أن أعمال البناء لن تمسّ هيكل البيت الأبيض نفسه، مشيرًا إلى أن المشروع يحافظ على الطابع التاريخي للمكان مع توسعة مدروسة تحترم تصميمه الأصلي. وفي الوقت ذاته، يجري تحديث المكاتب والمرافق التي تستخدمها السيدة الأولى وطاقمها كجزء من الخطة الإنشائية الشاملة.

ورغم غياب موافقة رسمية من لجنة التخطيط الوطني للعاصمة، وهي الجهة المسؤولة عن الإشراف على أي توسعات حكومية في واشنطن، فإن ترامب مضى قدمًا في التنفيذ بعد أن عيّن أحد مستشاريه المقربين، ويل شارف، لرئاسة اللجنة. وقد اعتبر شارف أن المشروع لا يندرج ضمن صلاحيات اللجنة لأنه لا يشمل إعادة إعمار مبنى قائم بل إنشاءً جديدًا تمامًا.

التصميم والوظيفة

تكشف الرسومات الأولية للقاعة عن طراز مذهب فاخر يشبه قاعة الرقص في منتجع “مار إيه لاغو” الذي يملكه ترامب في فلوريدا. وقد توسعت السعة المتوقعة من 650 إلى نحو 999 ضيفًا، وهي مساحة تسمح – بحسب ترامب – بتنظيم مناسبات ضخمة مثل حفلات التنصيب أو الولائم الرسمية الكبرى. وستُستخدم الغرفة الشرقية القديمة كمنطقة استقبال أولية تقدم فيها المشروبات قبل دخول المدعوين إلى القاعة الجديدة عبر ممر زجاجي حديث.

وبحسب المخطط، من المقرر أن تُنجز القاعة بالكامل قبل نهاية ولاية ترامب في يناير 2029، في إطار جدول زمني يوصف بالطموح نظرًا لضخامة المشروع وتعقيد تفاصيله المعمارية. ولم تكن هذه الإضافة الوحيدة التي نفذها ترامب. فقد أعاد تزيين المكتب البيضاوي بزخارف ذهبية وتماثيل ولوحات جديدة، وعدّل حديقة الورود لتصبح فناءً مغطى بالحجر، ونصب أعمدة أعلام في الساحتين الشمالية والجنوبية. كما قام بتجديد جناح الإقامة الرئاسي واستبدل أرضياته برخام فاخر، وزيّن أحد جدران البيت الأبيض بصور جميع الرؤساء الأمريكيين باستثناء جو بايدن.

ومنذ أن شُيّد البيت الأبيض في عام 1792، لم يتوقف الرؤساء عن إدخال تعديلات عليه. فقد أضاف جيفرسون الأجنحة الجانبية، وشيد جاكسون الرواق الشمالي، وأعاد مونرو بناء القصر بعد احتراقه. وفي القرن العشرين، وسّع روزفلت الجناحين الشرقي والغربي، وأعاد ترومان بناء الهيكل الداخلي بالكامل في عملية ضخمة امتدت لأربع سنوات. أما جون كينيدي فأنشأ حديقة الورود الحديثة، بينما حوّل ريتشارد نيكسون المسبح الداخلي إلى مركز عمل للصحافة.

اقرأ أيضًا:
بأمر ترامب.. هدم جزء من البيت الأبيض لبناء قاعة رقص
ماذا دار بين ترامب وزيلينسكي في لقاء البيت الأبيض؟
جائزة نوبل للسلام.. ماذا نعرف عن الفائزة وكيف رد البيت الأبيض؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| أطول النساء عمرًا في التاريخ الحديث

المقالة التالية

بعد عفو ترامب عنه.. من هو “تشانغ بينغ” مؤسس Binance؟