كشف الإعلامي، الدكتور سليمان العيدي، تفاصيل واقعة تعود إلى أربعين عامًا مضت، حين تسببت دقته اللغوية في صدور قرار بإيقافه عن الظهور الإعلامي.
وخلال ظهور حديث له في “بودكاست مسيان”، روى العيدي أن “أصعب عقاب يمكن أن يواجهه المذيع هو منعه من الظهور”، وهو ما تعرض له شخصيًا في بداية مسيرته المهنية.
تعود فصول القصة إلى عام 1403 هـ حين كان سليمان العيدي مذيعًا مسؤولًا عن الربط بين البرامج في التلفزيون السعودي.
وأثناء إعلانه عن تحري رؤية هلال شهر رمضان، قال في نهاية بيانه: “…والتوجه لأقرب محكمة فيها قاضٍ لإثبات شهادته”.
كانت هذه الكلمة الأخيرة “قاضٍ” الشرارة التي أشعلت الموقف، حيث تواصل معه وكيل الوزارة آنذاك، محمد حيدر مشيخ، معترضًا بشدة على نطقه للكلمة بهذا الشكل، ومصرًا على أنها يجب أن تكون “قاضي”.
حاول سليمان العيدي شرح القاعدة النحوية التي استند إليها، موضحاً أن الاسم المنقوص (مثل قاضي) تُحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر إذا كان نكرة، ويُعوّض عنها بالتنوين.
لم يلق هذا التبرير اللغوي قبولًا لدى المسؤول، الذي اعتبره “تفلسفًا في اللغة العربية”، وأصدر قرارًا بإيقافه عن العمل لمدة شهرين كاملين، وهو ما دفع العيدي إلى الاستعانة بزميله عبدالرحمن يغمور للتوسط، مؤكدًا أنه لم يرتكب خطأ يستدعي مثل هذا العقاب.
«قلت قاضٍ بدل قاضي ومنعوني من الظهور إعلاميًا»
قصة منع ظهور د. سليمان العيدي @sulaimanaleidi
في هذه الحلقة من بودكاست مسيان
مع @ALhudian🎧: https://t.co/KH7jEslo7e
👁️: https://t.co/F8PToayjMw pic.twitter.com/Tut02m1H8w— مايكس للبودكاست (@MicsPod) July 22, 2025
تمثل مسيرة سليمان العيدي المهنية التي امتدت لعقود طويلة جزءًا أصيلًا من ذاكرة المشاهد السعودي والخليجي، حيث ارتبط صوته وشخصيته بالمناسبات الدينية والوطنية الكبرى، وعلى رأسها مواسم الحج وشهر رمضان المبارك.
وُلد الدكتور سليمان العيدي في حائل، وحصل على درجة الدكتوراه في الإعلام، وبدأ مسيرته في التلفزيون السعودي ليصبح أحد أعمدته الأساسية.
اشتهر بتقديمه لبرامج حظيت بشعبية واسعة، مثل برنامج “مواعيد ولقاءات” وبرنامج “تحية من أبنائكم في الخارج”، بالإضافة إلى كونه المذيع الرئيسي لنشرات الأخبار والبيانات الرسمية الهامة.
تميز العيدي بأسلوبه الرصين، وإتقانه التام للغة العربية الفصحى، وحضوره الوقور الذي أكسبه احترام وتقدير الملايين.