تحب القطط الجلوس والتدحرج على الكتل الخرسانية، كما تظهر في العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة، لكن ما السبب وراء هذا السلوك الغريب؟
رغم عدم وجود أبحاث علمية مباشرة تربط بين القطط والخرسانة، يقدم علماء الأحياء، مثل جوناثان لوسوس أستاذ علم الأحياء في جامعة واشنطن في سانت لويس، تفسيرات محتملة، تتعلق بملمس الخرسانة، وشكلها، وحتى طبيعة القطط الفضولية، وتفتح هذه الفرضيات الباب أمام أسئلة أعمق حول سلوك الحيوانات الأليفة ولماذا تحب القطط أشياءً قد تبدو لنا غير مريحة.
يشير لوسوس إلى أن القطط قد تنجذب إلى سطح الخرسانة بسبب ملمسها الخشن، حيث يمنحها هذا السطح فرصة مثالية لخدش نفسها وتنظيف مناطق من جسدها يصعب الوصول إليها بطرق أخرى، وهو سلوك معروف لدى القطط وتحب القيام به لتحفيز الراحة الجسدية والعناية الذاتية.
واحدة من النظريات الأخرى التي طرحها لوسوس تتعلق باستخدام القطط لغددها العطرية الموجودة في وجهها وجسمها، حيث تفرز هذه الغدد الفيرومونات لتحديد منطقتها الخاصة.
وعندما تحك القطط وجهها أو جسدها في سطح مثل الخرسانة، فإنها عمليًا تترك “بطاقة تعريف” لبقية القطط في المنطقة، مما يدل على تفاعل اجتماعي بيولوجي متطور.
ورغم كل هذا، قد لا تكون الخرسانة العامل الوحيد، ويعتقد لوسوس أن السلوك الذي نراه في فيديوهات الإنترنت قد يكون ببساطة انعكاسًا لطبيعة القطط الفضولية. القطط بطبعها كائنات تستجيب بقوة لأي شيء جديد يُدخل إلى بيئتها، وهو سلوك واضح في معظم القطط.
يلفت لوسوس الانتباه إلى عامل إضافي قد يفسر الأمر: الشكل. يشير إلى أن البلاط الخرساني غالبًا ما يكون مستطيلاً، وهذا قد يفسر لماذا تحب القطط الجلوس عليه. يعود بنا هذا إلى هوس سابق انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت القطط تدخل مربعات أو مستطيلات رُسمت على الأرض بشريط لاصق، مما يدل على أن الأشكال المستطيلة — حتى ثنائية الأبعاد — تجذب القطط بشدة.
للتأكد مما إذا كانت القطط تُفضل الخرسانة بالفعل، أم أنها فقط تتفاعل مع الشكل أو الملمس، يقترح لوسوس تجربة علمية بسيطة: تقديم كتلة خرسانية، وأخرى بنفس الشكل مصنوعة من البلاستيك الأملس، وسرير ناعم بنفس الأبعاد، وعند مراقبة استجابات القطط، يمكن تحليل ما إذا كانت المادة أو الشكل أو مجرد novelty هو ما يجعل القطط تنجذب إليها.
في نهاية حديثه، يؤكد لوسوس أن ظاهرة انجذاب القطط إلى الكتل الخرسانية، إن ثبت وجودها علميًا، تُعد اكتشافًا سلوكيًا شيقًا، لافتًا إلى أنها ظاهرة رائعة وتتطلب بحثًا علميًا جيدًا، كما وجه دعوة صريحة للعلماء والمربين وكل محبي القطط أن يشاركوا في فهم هذا السلوك الغامض.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
تحذير صحي من شوكولاتة ترند دبي في بريطانيا