واصلت السوق العالمية للهواتف الذكية مسارها الإيجابي خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث ارتفعت الشحنات بنسبة طفيفة بلغت 1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى نحو 295.2 مليون جهاز. ويكشف هذا الأداء عن استمرارية نمو السوق على الرغم من التحديات الاقتصادية، ما يجعل البحث عن أكثر الشركات مبيعًا للهواتف محور اهتمام المتابعين والمحللين.
وبحسب التقديرات الأولية الصادرة عن التقرير الفصلي لمُتتبّع الهواتف الذكية العالمي التابع لشركة البيانات الدولية (IDC) أنرغم هذا النمو، لا يزال القطاع يواجه ضغوطًا متعددة نتيجة تقلبات الرسوم الجمركية، وتحديات الاقتصاد الكلي على مستوى العالم، من بينها التضخم، تقلب أسعار العملات، وارتفاع نسب البطالة، وهو ما انعكس في تباطؤ الطلب، خصوصًا في الشرائح الأقل دخلًا التي خفّضت من إنفاقها على الأجهزة الجديدة، ما يؤثر على ترتيب شركات الهواتف عالميًا ويعيد تشكيل المنافسة بين أكثر شركات الهواتف مبيعًا.
وأوضحت نبيلة بوبال، المديرة الأولى لبحوث أجهزة العملاء العالمية لدى IDC، أن الظروف الاقتصادية غير المستقرة عادةً ما تضغط على الفئات ذات الأسعار المنخفضة من السوق، نظرًا لحساسية المستهلكين في هذه الفئة تجاه أي تغيرات في الأسعار. وأشارت إلى أن أجهزة أندرويد منخفضة المواصفات تواجه أكبر الضغوط، مما يضعف من قوة الدفع الكلية للسوق، ويؤثر على قدرة الشركات على البقاء ضمن أكثر الشركات مبيعًا للهواتف واحتلال المراتب المتقدمة في ترتيب شركات الهواتف عالميًا.
كما لفتت إلى أن السوق الصينية لم تحقق الأداء المتوقع، حيث لم تؤدِ الحوافز الحكومية إلى تحفيز الطلب كما كان مأمولًا. وأضافت أن مهرجان التسوق الشهير “618” ساعد على رفع المبيعات، لكنه كان في معظمه فرصة لتصريف المخزون القائم أكثر من كونه محركًا للشحنات الجديدة. وبينما حافظت Apple على موقعها كأبرز علامة تجارية خلال موسم التخفيضات، إلا أن مبيعاتها تراجعت بنسبة 1% في الصين، وهو تراجع عوّضته الشركة بنمو قوي من خانتين عشريتين في الأسواق الناشئة، ما قادها إلى تحقيق زيادة عالمية بلغت 1.5% خلال الفترة نفسها، ليظل اسمها دائمًا حاضرًا ضمن أكثر شركات الهواتف مبيعًا وضمن قائمة أكثر الهواتف مبيعًا في العالم.
من جانبه، أكّد فرانسيسكو جيرونيمو، نائب رئيس بحوث أجهزة العملاء في IDC، أن سامسونج استطاعت تعزيز موقعها الريادي وتسجيل أداء يفوق متوسط السوق، بفضل الطلب القوي على أحدث أجهزتها من سلسلة Galaxy A36 وA56. وأضاف أن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذه الهواتف المتوسطة منحها ميزة تنافسية واضحة، خاصة مع التوظيف الذكي لتلك القدرات في قنوات البيع بالتجزئة، ما ساهم في زيادة إقبال المستهلكين المهتمين بالتجارب المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتظل سامسونج دائمًا ضمن أكثر الشركات مبيعًا للهواتف ومرشحة للظهور في قائمة أفضل 10 شركات هواتف في العالم لعام 2025.
أما أنتوني سكارسيلا، مدير بحوث أجهزة العملاء في IDC، فقد شدّد على أن النمو الطفيف المحقق – رغم التوترات الجيوسياسية، وتداعيات النزاعات، والعوائق المرتبطة بالتعريفات الجمركية – يُعتبر إشارة قوية على قدرة السوق على استعادة حيويتها. وأوضح أن الربع الثاني من العام شهد إطلاق العديد من الطرازات الجديدة التي جمعت بين تصميمات متطورة وتكامل عميق مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما ساعد السوق على تسجيل ثمانية أرباع متتالية من النمو، في سلسلة لم تتحقق منذ عام 2013، مما عزز تنافسية الشركات ضمن أكثر شركات الهواتف مبيعًا وضمن قائمة أكثر الهواتف مبيعًا في العالم.
جاءت شركة سامسونج في صدارة سوق الهواتف الذكية عالميًا خلال الربع الثاني من عام 2025، بعدما شهدت شحناتها ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى 58 مليون وحدة، محققة بذلك حصة سوقية بلغت 19.7%، مقارنةً بـ 53.8 مليون وحدة وحصة 18.4% في نفس الفترة من العام الماضي 2024، أي بنمو سنوي قوي نسبته 7.9%. في المقابل، سجلت شركة آبل تراجعًا ملموسًا في شحناتها خلال نفس الفترة، حيث بلغت شحناتها 96.1 مليون وحدة، محققة حصة سوقية بنسبة 32.6%، مقابل 99.1 مليون وحدة وحصة 33.9% في الربع الثاني من عام 2024، أي بانخفاض سنوي قدره 3.1%، مما أعاد النظر في ترتيب شركات الهواتف عالميًا وركز الاهتمام على أكثر شركات الهواتف مبيعًا.
أما شركة شاومي، فقد حافظت على مركزها الثالث في السوق العالمي، مع تسجيل شحنات بلغت 42.5 مليون وحدة، محققة حصة سوقية 14.4% مقارنة بـ 42.3 مليون وحدة وحصة 14.5% في نفس الفترة من العام الماضي، أي بزيادة طفيفة نسبتها 0.6%. وبالنسبة لشركة أوبو، بما فيها علامة ون بلس، فقد سجلت نموًا ملحوظًا نسبته 4.8%، بعد أن ارتفعت شحناتها إلى 27.1 مليون وحدة مقارنة بـ 25.9 مليون وحدة في الفترة المماثلة من عام 2024، لتستحوذ بذلك على حصة سوقية بلغت 9.2%، مما يؤكد استمرار تنافسها ضمن ما هي أفضل 10 شركات هواتف في العالم لعام 2025؟ وأكثر الهواتف مبيعًا في العالم.
كما سجلت شركة فيفو نموًا طفيفًا بلغت نسبته 1.5% في شحناتها، والتي وصلت إلى 46.4 مليون وحدة مقارنة بـ 45.7 مليون وحدة في نفس الفترة من العام الماضي، مما أدى إلى رفع حصتها السوقية إلى 15.7% بدلًا من 15.6%. على الجانب الآخر، شهدت شركة ترانشن تراجعًا طفيفًا نسبته 1.7%، بعد أن سجلت شحناتها 25.1 مليون وحدة مقارنة بـ 25.5 مليون وحدة في الربع الثاني من عام 2024، لتستقر حصتها السوقية عند 8.5%. ويشير هذا الانخفاض البسيط إلى الضغوط التنافسية التي تواجهها الشركة في السوق العالمي، مما قد يستلزم تطوير استراتيجيات جديدة لتعزيز نموها والحفاظ على موقعها ضمن أكثر الشركات مبيعًا للهواتف.
وبحسب ما جاء في التقرير الصادر عن سوق الهواتف الذكية، يعكس الأداء خلال الربع الثاني من عام 2025 استمرار المنافسة الشديدة والقوية بين الشركات الكبرى، حيث تمكنت شركة سامسونج من تعزيز موقعها وتوسيع حصتها السوقية، بينما فقدت شركة آبل جزءًا من حصتها لصالح منافسين آخرين، وهو ما يعيد ترتيب ترتيب شركات الهواتف عالميًا ويحدد أكثر شركات الهواتف مبيعًا على مستوى العالم.
