قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال أعمال النسخة الخامسة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2025، إن الفضاء السيبراني أمر ملح لتحفيز الابتكار ويجب تسخيره لخدمة الصالح العام.
وأشار خلال مشاركته في المنتدى عبر الفيديو، إلى أن هناك نقاط ضعف يمكن أن تقوض الثقة وتعطل المجتمعات وتهدد السلام، مشددا على ضرورة التعاون نحو تسخير الفضاء السيبراني لخدمة الصالح العام من خلال الاستثمار في الإنسان وبناء المهارات وتعزيز الشمولية في ظل التسارع التقني.
وأضاف أنطونيو غوتيريش، ” يجب علينا العمل على بناء شراكات عالمية قائمة على التضامن والمسؤولية المشتركة دون إغفال أي بلد أو مجتمع، ستظل الأمم المتحدة ملتزمة بتعزيز رؤيتها نحو الفضاء السيبراني، فضاءً مفتوحًا وأمنًا ومتركزًا على القانون الدولي”.
وأكد أنه لتحقيق هذه الرؤية يتم العمل على ضمان امتلاك جميع الدول القدرة على تعظيم الفرص، مع تقليل المخاطر في الفضاء السيبراني، متوجهًا بالشكر للمملكة العربية السعودية على تبني المبادرات العالمية لبناء القدرات وما يتناوله المنتدى من قضايا مثل حماية الطفل وتمكين المرأة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العمل المشترك وبناء الثقة ووضع قواعد مشتركة وحماية حقوق الإنسان، من أجل مستقبل أكثر أمانا للجميع.
و كان الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، قد افتتح أعمال النسخة الخامسة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2025، الذي تستضيفه العاصمة الرياض تحت شعار: “تعزيز المكتسبات المشتركة في الفضاء السيبراني”. وتأتي هذه النسخة لتؤسس للبناء على ما تحقق من إنجازات ومكتسبات خلال النسخ السابقة، عبر توحيد الجهود الدولية وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات السيبرانية العالمية، بما يسهم في تحقيق فضاء رقمي آمن وموثوق يمكن من النمو والازدهار لشعوب العالم كافة.
وكان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أكد في النسخة الماضية من المنتدى على الارتباط الوثيق للفضاء السيبراني بنمو الاقتصادات وازدهار المجتمعات وأمن الأفراد واستقرار الدول، مشددًا على الحاجة الماسّة لتوحيد الجهود الدولية ومواجهة التحديات في هذا المجال.
وأعرب أمير الرياض عن ثقته بأن الحضور الكبير من النخب وصناع القرار والمتخصصين من جميع أنحاء العالم سيعزز من مخرجات المنتدى وسيقدم خلاصة التجارب الدولية في هذا المجال، بما يسهم في الوصول إلى فضاء سيبراني آمن وموثوق يمكّن النمو والازدهار لجميع شعوب العالم
ومن جانبه أكد محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني المهندس ماجد المزيد، أن المملكة العربية السعودية حققت تقدمًا كبيرًا في مجال الأمن السيبراني، وأن لقاء هذا العام يمثل محطة مهمة للتعاون وإعادة تقييم الجهود المبذولة ووضعها في مساراتها الصحيحة بما يضمن تحقيق أثر أكبر.
وأوضح أن الاقتصاد العالمي يعتمد اعتمادًا جوهريًا على الأمن السيبراني، ويشمل جميع مناحي الحياة المرتبطة بالاقتصاد والتكنولوجيا والقطاعات الحكومية والربحية، مؤكداً ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتعزيز منظومة الأمن السيبراني ودعم التعاونات الجديدة التي من شأنها مواجهة التحديات المشتركة.
وأشار إلى أن المنتدى هذا العام يسلط الضوء على التقنيات المرتبطة بالمخاطر والجرائم السيبرانية، بهدف وضع حلول استباقية لتفاديها، داعيًا صناع القرار حول العالم إلى المشاركة الفاعلة والتعاون في مواجهة التحديات السيبرانية، بما في ذلك ما يتعلق بسلاسل الإمداد، وذلك ضمن نهج متكامل يضمن استمرارية منظومة الأمن السيبراني وتفعيل دورها .
كما لفت إلى ما أكده الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في كلمته خلال النسخة السابقة من المنتدى، حول توجه المملكة نحو الأفضل وخدمة الإنسان وتعزيز الجوانب الإنسانية، موضحًا أن المملكة تعتزم إطلاق المزيد من المبادرات والشراكات في مجال الأمن السيبراني. بما يعزز التعاون بين صناع القرار والقطاعات الحيوية المختلفة في مجال الأمن السيبراني، إلى جانب تطوير الأبحاث والبرامج التعليمية في هذا المجال. وشدد على أن العمل لا يقتصر على مواجهة وتفادي المخاطر السيبرانية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى بناء مستقبل آمن ومستدام للأمن السيبراني.
اقرأ أيضًا
مفهوم الأمن السيبراني.. درع الحماية في عصر التحول الرقمي
إنفوجرافيك| المملكة تحافظ على صدارتها العالمية في قطاع الأمن السيبراني