مع انطلاق دورة الألعاب البارالمبية في باريس يوم 28 أغسطس، تجذب كرة الهدف الأنظار كإحدى الرياضات البارالمبية الأكثر تميزًا. في هذه الرياضة الفريدة، يتنافس اللاعبون ذوو الإعاقة البصرية في محاولة لتسجيل الأهداف عبر رمي كرة داخل مرمى الفريق الآخر. رغم أن الكرة المستخدمة تزن 1.25 كجم، ويبلغ حجمها تقريبًا نفس حجم كرة السلة، إلا أن أفضل اللاعبين في العالم يمكنهم رميها بسرعة تصل إلى 60 كيلومترًا في الساعة.
تم اختراع كرة الهدف في عام 1946 كوسيلة لمساعدة قدامى المحاربين الذين فقدوا بصرهم خلال الحرب العالمية الثانية. ومنذ ظهورها لأول مرة في الألعاب البارالمبية للرجال عام 1976، أصبحت جزءًا ثابتًا من البرنامج البارالمبي، حيث تم إدخالها في منافسات السيدات لأول مرة في دورة الألعاب البارالمبية في نيويورك عام 1984.
تتكون كل مباراة من شوطين مدة كل منهما 12 دقيقة، وهدف اللعبة هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف. إذا انتهت المباراة بالتعادل، يتم لعب شوطين إضافيين مدة كل منهما ثلاث دقائق تحت قاعدة “الهدف الذهبي”، حيث يفوز الفريق الذي يسجل الهدف الأول. إذا استمر التعادل بعد الوقت الإضافي، يتم اللجوء إلى ضربات الجزاء لتحديد الفائز.
يجب على اللاعبين ارتداء نظارات سوداء تمنع الرؤية بشكل تام طوال المباراة، ويبقون على أيديهم وركبهم أثناء الدفاع. يتم رمي الكرة من خلال تدوير الجسم بالكامل لإنتاج أكبر قدر من القوة.. ويتم تمييز خطوط الملعب بواسطة خيوط ملموسة، مما يساعد اللاعبين على تحديد مواقعهم. تعتمد اللعبة بشكل كبير على الحواس الأخرى غير البصر، لذلك يتم الحفاظ على صمت تام في الملعب.. لتسهيل سماع الكرة التي تحتوي على أجراس.
تختلف تصنيفات اللاعبين من B1 لأولئك الذين يعانون من العمى الكامل، إلى B3 لأولئك الذين لديهم أقل من 10% من الرؤية الوظيفية. ويُسمح للاعبين من مختلف التصنيفات بالتنافس معًا، مما يجعل كرة الهدف رياضة شاملة بامتياز.
في منافسات السيدات، تهيمن تركيا على اللعبة، حيث فازت بالميدالية الذهبية في الألعاب البارالمبية الأخيرة وبطولة العالم 2022، وتتصدر التصنيف العالمي حاليًا. من ناحية أخرى في منافسات الرجال، فإن البرازيل هي المرشحة الأولى للفوز.. بعد أن سيطرت على البطولات العالمية الثلاث الأخيرة. بالإضافة إلى فوزها بلقب الألعاب البارالمبية في طوكيو.
كرة الهدف ليست مجرد رياضة؛ إنها تجسيد لقوة الإرادة والتحدي، حيث يتجاوز اللاعبون ذوو الإعاقة البصرية حدود ما هو ممكن.. ويظهرون قدرات رياضية مذهلة. ومع اقتراب الألعاب البارالمبية في باريس 2024، تتجه الأنظار إلى هذه الرياضة الفريدة لمعرفة من سيتمكن من تحقيق الفوز وحمل لقب البطولة.
