بصمة تغير المناخ.. الأعاصير والفيضانات تضرب بقوة أكبر

نوفمبر ٩, ٢٠٢٥

شارك المقال

بصمة تغير المناخ.. الأعاصير والفيضانات تضرب بقوة أكبر

يبرز السؤال حول سيي ازدياد الأعاصير والفيضانات في الوقت الذي تستعد فيه الفلبين لوصول إعصار فونغ وونغ الخارق الذي أجبر السلطات على إجلاء أكثر من 900 ألف شخص، في وقت لا تزال فيه البلاد تلملم جراحها من إعصار “كالماغي”، الذي أودى بحياة 114 شخصًا على الأقل قبل أن يتجه نحو فيتنام.

كيف يغذي تغير المناخ الأعاصير والفيضانات؟

يقول العلماء إنهم لا يعتقدون أن تغير المناخ يزيد من عدد الأعاصير أو الأعاصير المدارية المعروفة أيضًا بالـ “تايفون” أو “سايكلون” على مستوى العالم، لكن ما يثير القلق، وهو ما تؤكده الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، هو أن نسبة العواصف التي تصل إلى الفئات الأكثر تدميرًا قد ارتفعت بالفعل خلال العقود الأربعة الماضية.

وتُعرف الأعاصير بأنها عواصف قوية تتشكل فوق مياه المحيطات الاستوائية الدافئة، وتتسبب في رياح عاتية وأمطار غزيرة و”عرام العواصف”، وهو ارتفاع مؤقت في مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى كوارث الأعاصير والفيضانات المدمرة.

ولكي يتشكل الإعصار ويحافظ على قوته، فإنه يحتاج إلى وقود، وهذا الوقود هو طاقة المياه الدافئة، التي يجب أن تبلغ حرارتها 27 درجة مئوية على الأقل.

وهنا يكمن الرابط المباشر؛ فالتغير المناخي، الناجم عن النشاط البشري، أدى إلى تسخين المحيطات بشكل غير مسبوق، والتي تعمل كبطارية تشحن العواصف بطاقة هائلة، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعات رياح أعلى.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالهواء الأكثر دفئًا يمكنه أن يحمل كمية أكبر من بخار الماء، وعندما يتكثف هذا البخار، فإنه يتساقط على هيئة أمطار غزيرة بشكل استثنائي.

ووفقًا لتقدير علمي، فإن تغير المناخ جعل هطول الأمطار المتطرفة المصاحب لإعصار “هارفي” عام 2017 أكثر احتمالًا بثلاث مرات، وكلها عوامل تساهم في زيادة شدة الأعاصير والفيضانات بشكل واضح.

سلوك متغير للأعاصير والفيضانات ودمار مضاعف

ولا يقتصر تأثير المناخ على زيادة قوة الرياح والأمطار فحسب، بل يمتد ليغير “سلوك” العواصف نفسها، مما يضاعف من خطورتها.

رصد العلماء زيادة في “أحداث التكثيف السريع”، خاصة في المحيط الأطلسي، حيث تزداد سرعة رياح الإعصار بشكل كبير خلال فترة قصيرة جدًا كما حدث مع إعصار “ميليسا”، وهو ما يجعل الاستعداد لها شبه مستحيل.

كما لوحظ وجود تباطؤ في سرعة تحرك الأعاصير عبر سطح الأرض، وعندما “يتوقف” الإعصار أو يتباطأ فوق منطقة ما، فإنه يستمر في إلقاء كميات هائلة من الأمطار على نفس البقعة لأيام، وهو بالضبط ما حدث مع إعصار “هارفي” في هيوستن الأمريكية عام 2017، الذي تسبب في هطول 100 سم من الأمطار خلال ثلاثة أيام، وهو ما يسبب الأعاصير والفيضانات الكارثية.

ويُضاف إلى كل ما سبق العامل الحاسم، وهو ارتفاع مستوى سطح البحر، نتيجة لذوبان الأنهار الجليدية وتمدد مياه المحيطات الدافئة.

وعندما يضرب الإعصار اليابسة، فإن “عرام العاصفة” يحدث فوق مستوى بحر مرتفع أصلًا، مما يفاقم خطر الأعاصير والفيضانات الساحلية بشكل كبير.

ويُقدر العلماء أن ارتفاعات الفيضانات الناجمة عن إعصار “كاترينا” المنصف كأحد أكثر العواصف فتكًا في أمريكا كانت أعلى بنسبة 15% إلى 60% مما كانت ستكون عليه في الظروف المناخية لعام 1900.

ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُتوقع أن تزيد نسبة العواصف التي تصل إلى الفئتين الرابعة والخامسة الأشد فتكًا، وهو ما يرسم صورة مقلقة لمستقبل الأعاصير والفيضانات في العقود القادمة.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech