لماذا ترسل الصين 4 فئران إلى الفضاء؟

أكتوبر ٣٠, ٢٠٢٥

شارك المقال

لماذا ترسل الصين 4 فئران إلى الفضاء؟

أعلنت السلطات الصينية، الخميس، أن طاقم الرحلة المأهولة المتوجه إلى محطة تيانغونغ الفضائية الصينية سيضم أصغر رائد فضاء صيني يخوض مهمة فضائية حتى الآن، وهو إنجاز يُسجّل في تاريخ البرنامج الصيني للفضاء.

كما سيشارك في الرحلة أربعة فئران مخبرية، تُستخدم في التجارب العلمية لدراسة تأثيرات السفر في الفضاء على الكائنات الحية، بما في ذلك التغيرات البيولوجية والفسيولوجية التي قد تحدث نتيجة الانعدام الجزئي للجاذبية والبيئة الفضائية. وتأتي هذه التجربة ضمن جهود الصين لتوسيع المعرفة العلمية والبحثية في الفضاء.

وتُعتبر محطة الفضاء تيانغونغ، التي يعمل فيها في كل مهمة طاقم مكوَّن من ثلاثة رواد فضاء يتم استبدالهم كل ستة أشهر تقريبًا، من أبرز إنجازات برنامج الفضاء الصيني. وقد استثمرت الصين في هذا البرنامج مليارات الدولارات في سعيها لتعزيز قدراتها الفضائية واللحاق بالولايات المتحدة وروسيا، مما يعكس طموحاتها الكبيرة في مجال الاستكشاف الفضائي والتكنولوجيا المتقدمة.

وتعزز الصين خططها الطموحة لتحقيق “حلم الفضاء” تحت قيادة الرئيس شي جينبينغ، مؤكدة التزامها بتوسيع حضورها في مجال استكشاف الفضاء على المستوى العالمي. وتقول بكين إنها تهدف إلى إرسال مهمة مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030، مع خطط لبناء قاعدة دائمة على سطحه، لتكون خطوة استراتيجية نحو تعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية الوطنية.

وأعلنت وكالة الفضاء المأهول الصينية، أنها “تمسك بهدفها بحزم”، مشيرة إلى سلسلة من الاختبارات الحاسمة القادمة التي تجريها استعدادًا للمهمة، والتي تشمل اختبار مسبار القمر “لانيُو” والمركبة المأهولة “منغتشو”.

تفاصيل الرحلة

وقالت السلطات الصينية إن مهندس الطيران وو في، الذي بلغ مؤخرًا الثانية والثلاثين من عمره، سيصبح أصغر رائد فضاء صيني يشارك في مهمة فضائية حتى الآن، ويُعد هذا الحدث محطة مهمة في مسيرته المهنية، كما يعكس توجه الصين نحو إشراك جيل جديد من الرواد الشباب في مهام الفضاء، بهدف نقل الخبرات وتوسيع قدرات برنامجها الفضائي المستقبلي.

يقول وو في: “أشعر بحظٍ غامر، فأن أتمكن من دمج أحلامي الشخصية مع المسيرة المشرّفة لبرنامج الفضاء الصيني هو أعظم ما منحتني إياه هذه الحياة”، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام

وسيتولى قيادة المهمة الطيار المخضرم تشانغ لو، البالغ من العمر 48 عامًا، الذي يمتلك خبرة واسعة بعد مشاركته في مهمة شنتشو-15 قبل أكثر من عامين، ما يجعله عنصر الخبرة الأساسية في الطاقم.

أما اختصاصي الحمولة تشانغ هونغجانغ، البالغ 39 عامًا، فيُشكّل العضو الثالث في الطاقم، ليكمل فريقًا متوازنًا يجمع بين الشباب والطموح والخبرة العملية.

أما الفئران الأربعة المشاركين فهم ذكران وأنثيان، وستكون هذه الحيوانات محور أول تجربة صينية تُجرى على القوارض أثناء وجودها في المدار، وفق ما أكده تشانغ جينغبو، المتحدث باسم وكالة الفضاء المأهول الصينية.

وتأتي هذه التجربة ضمن الجهود العلمية الصينية لفهم تأثيرات البيئة الفضائية على الكائنات الحية، ما يساهم في تطوير المعرفة الحيوية والبيولوجية في الفضاء.

وقال القائد تشانغ لو إنه واثق من أن فريقه “سيعود إلى وطننا وشعبنا بالنجاح الكامل”، معبّرًا بذلك عن التفاؤل والثقة العالية في قدرة الطاقم على إتمام المهمة المأهولة بنجاح، ومؤكدًا التزامه بالحفاظ على سلامة الجميع وتحقيق الأهداف العلمية للرحلة.

يُذكر أن برنامج الفضاء الصيني، الذي يُعد الثالث عالميًا من حيث إرسال البشر إلى المدار، قد حقق أيضًا إنجازات مميزة في استكشاف الفضاء غير المأهول، بما في ذلك إنزال مركبات روبوتية على المريخ والقمر. وتعكس هذه الإنجازات مدى التقدم الكبير الذي أحرزته الصين في علوم الفضاء والتكنولوجيا الفضائية، وقدرتها على المنافسة بين الدول الرائدة في هذا المجال الاستراتيجي.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech