عند قضم تفاحة تنقبض عضلة الفك لتسمح بمضغ وطحن الفاكهة بين الأسنان، وعند صعود السلم تدفع عضلة الألوية الكبرى الجسم لأعلى ضد الجاذبية، في هذه الأثناء ينبض القلب بانتظام في الخلفية ضخًا للدم باستمرار.
كل من هذه العضلات، وجميع عضلات جسم الإنسان الأخرى، تلعب دورًا هامًا، ولكن ما هي أقوى عضلة في جسم الإنسان؟
هذا السؤال ليس له إجابة واحدة.. يعتمد الأمر على تعريف “القوة”، كما تقول سارة جيليلاند، أستاذة الطب السريري في قسم علوم إعادة التأهيل بكلية الطب بجامعة تافتس، لـlivescience.
تقول جيليلاند: “يختلف الجواب على هذا السؤال اختلافًا كبيرًا، سواءً كان المقصود هو عزم الدوران الكلي، أو إنتاج القوة، أو إنتاج القوة لكل كتلة/ حجم من العضلة”.
وأوضحت جيليلاند أن العضلة الكبيرة قد تُعتبر الأقوى إذا كان إجمالي إنتاج القوة هو المقياس، بينما قد تفوز العضلة الأصغر إذا قُيّمت القوة بالنسبة لحجمها وكفاءتها.
واتفق دومينيك داجوستينو، الأستاذ المشارك وعالم وظائف الأعضاء في كلية مورساني للطب بجامعة جنوب فلوريدا، على أن تعريف قوة العضلات يختلف.
وقال لموقع livescience: “يُعرّف العلماء عادة قوة العضلات بأنها أقصى قوة يُمكن لعضلة أو مجموعة عضلية إنتاجها”، عمليًا، يُمكن قياس هذه القوة بأقصى وزن يُمكن للشخص رفعه مرة واحدة، أو بأقصى قوة أو عزم دوران مُسجل على جهاز قياس القوة في المختبر، لكن في بعض الأحيان، يدرس العلماء أيضًا قوة التحمل، أو مدى قدرة العضلة على مقاومة التعب أثناء النشاط المُطول.
عندما يتعلق الأمر بالقوة المطلقة، فإن العضلة الألوية الكبرى -وهي عضلة الأرداف التي تعمل على تقويم الساق عند الورك- تتصدر القائمة.
تقول جيليلاند: “العضلة الألوية الكبرى هي أكبر عضلة في الجسم، من حيث الكتلة، وتعمل بشكل أساسي على فرد الورك”، فهي تُولّد عزمًا كافيًا لرفع الجسم بالكامل، وتُمكّن من أداء الحركات اليومية كالوقوف من الكرسي، وصعود السلالم، والجري. وأضاف داغوستينو: “يساهم حجمها الكبير وكثافة أليافها سريعة الانقباض في إنتاجها الرئيسي للقوة”.
توضح جيليلاند أن عضلات الفخذ الرباعية، وهي مجموعة من 4 عضلات في مقدمة الفخذ تُقوّم الركبة، تُعد أيضًا من أقوى العضلات من حيث إنتاج عزم الدوران، ومع ذلك، نظرًا لعملها كمجموعة، يصعب عزل قوتها، كما أشارت، وأضاف داغوستينو أن عضلة الساق، وهي عضلة تُنافس أيضًا على إنتاج أعلى قوة.
يقول داجوستينو: “تعمل عضلات الفخذ الرباعية وعضلات باطن القدم معًا على تمكينك من رفع وزن الجسم بالكامل، أو أكثر، أثناء الحركات مثل الوقوف أو الجري أو القفز”، مما يجعلها من أعلى العضلات المنتجة للقوة في الجسم.
لكن أقوى عضلة من حيث الوزن هي عضلة الماضغة، وهي عضلة مضغ في الفك، كما ذكر داغوستينو، صحيح أنها صغيرة، إلا أنها تحتوي على ألياف كثيرة، وتتميز بزاوية إدخال مثالية تبلغ 90 درجة على الفك، وأوضحت جيليلاند أن هذه العوامل تُمكّنها من إنتاج عزم دوران هائل بالنسبة لحجمها.
القدرة على التحمل هي طريقة أخرى للتفكير في القوة، فمن منظور مقاومة التعب والقيام بعمل مدى الحياة، قال داغوستينو إن القلب – الذي ينقبض باستمرار، نحو 100 ألف مرة يوميًا ويضخ حوالي 9.500 لتر من الدم يوميًا- يتمتع بقوة تحمل فائقة.
اللسان أيضًا لا يكل، فهو يخلط الطعام، ويشكل الكلام، ويدفع اللعاب إلى الحلق حتى أثناء النوم، عضلات العين أيضًا في حركة مستمرة، حيث تصل إلى 10 آلاف حركة منسقة في ساعة واحدة فقط من القراءة.
يقول داغوستينو: “تتميز العضلات المختلفة بجوانب قوة مختلفة”، لذا، تعتمد أقوى عضلة في جسم الإنسان على نوع المهمة التي تؤديها.