logo alelm
إنفوجرافيك| أسرار مذهلة عن العصر الجوراسي

تخيل أن تعود بالزمن ملايين السنين إلى عالم عاشت فيه الديناصورات وغابت عنه معالم الأرض التي نعرفها اليوم. هذا هو العصر الجوراسي، فترة جيولوجية امتدت بين 201 و145 مليون سنة مضت، لتشكل القلب النابض من حقبة الحياة الوسطى.

لم يأتِ اسم “الجوراسي” من فراغ؛ بل من جبال جورا الواقعة على الحدود بين فرنسا وسويسرا، حيث اكتشف الجيولوجي الألماني ألكسندر فون هومبولت طبقات فريدة من الحجر الجيري. هذا الاكتشاف ألهم العالم الفرنسي ألكسندر برونجنيارت ليطلق على تلك الحقبة اسمًا بقي خالدًا في التاريخ وهو العصر الجوراسي.

ووفقًا لموقع ” ناشيونال جيوجرافيك”، يُقسم العصر الجوراسي إلى ثلاث مراحل؛ المبكر، الأوسط، والمتأخر، ويُعتبر سجلًا أحفوريًا غنيًا لحياة ما قبل التاريخ، إذ حفظ تفاصيل الديناصورات التي تجوب الأرض، ومنها ثيروبودات التي يُعتقد أنها تطورت لاحقًا إلى الطيور.

شهدت تلك الحقبة غابات استوائية كثيفة بالسراخس والصنوبريات، فيما امتلأت البحار الداخلية، الناتجة عن تفتت اليابسة، بوحوش بحرية وأسماك قرش وعوالق حمراء. لم يكن العصر الجوراسي مرحلة زمنية، بل فصلٌ كامل من تاريخ الأرض يعكس تنوع الحياة البرية والبحرية قبل ملايين السنين.

الظروف البيئية في العصر الجوراسي

في العصر الجوراسي، كانت الأرض تتغير بشكل كبير، بدأت قارة بانجيا العملاقة في الانقسام، ففصلت نصف الكرة الشمالي (لوراسيا) إلى أمريكا الشمالية وأوراسيا، بينما بدأ النصف الجنوبي (جندوانا) في التفكك أيضًا.

كما انفصلت أجزاء مثل أنتاركتيكا ومدغشقر والهند وأستراليا عن أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وملأت محيطات جديدة المساحات بين القارات. وفي الوقت نفسه، ارتفعت جبال تحت البحر، مما رفع مستويات المياه ودخلت البحار إلى بعض مناطق اليابسة، لتشكل بيئات جديدة للحياة البرية والبحرية.

أضافت هذه المسطحات المائية الجديدة إلى المناخ الحار والجاف سابقًا طابعًا شبه استوائي رطب وممطر، وتحولت الصحاري الجافة تدريجيًا إلى مساحات خضراء.

انتشرت نباتات السيكاد التي تشبه أشجار النخيل، إلى جانب الصنوبريات مثل الأراوكاريا والصنوبر. وغطت أشجار الجنكة خطوط العرض الشمالية المتوسطة والعالية، بينما انتشرت أشجار البودوكارب بشكل كبير جنوب خط الاستواء. كما تواجدت سرخس الأشجار لتزيد من تنوع النباتات في العصر الجوراسي

في العصر الجوراسي، كانت المحيطات، وخاصة البحار الداخلية الضحلة، تعج بالحياة البحرية المتنوعة. على قمة السلسلة الغذائية، تصدرت البلسيوصورات طويلة العنق وذات الزعانف المجدافية، إلى جانب التماسيح البحرية العملاقة وأسماك القرش والشفنينيات. كما كانت الإكثيوصورات الشبيهة بالأسماك، ورأسيات الأرجل الشبيهة بالحبار، والأمونيتات ذات الأصداف الحلزونية، جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي البحري.

لم تقتصر الحياة البحرية على الحيوانات فحسب، بل نمت الشعاب المرجانية وازدهرت الإسفنجيات والقواقع والرخويات في المياه الدافئة. وبرزت العوالق المجهرية بشكل كثيف، ربما حتى غيّرت لون أجزاء من المحيط إلى الأحمر، لتشكل مشهدًا بحريًا فريدًا يعكس ثراء العصر الجوراسي البيئي.

صراع الديناصورات في العصر الجوراسي

أما اليابسة في العصر الجوراسي، فكانت الديناصورات أساس هذه الحقبة وتركت بصمتها عليها بشكل مذهل. ومن أكثر الأنواع انتشارًا كان البراكيوصور، وهو من الديناصورات آكلة العشب، يصل طوله إلى 26 مترًا (85 قدمًا) ووزنه أكثر من 80 طنًا، بينما بلغ طول ديبلودوكس نحو 27 مترًا (90 قدمًا).

هذا الحجم الهائل لم يكن مجرد رقم؛ فقد شكّل حاجزًا طبيعيًا أمام ألوصوروس، الديناصور الضخم آكل اللحوم، مؤكدًا سيطرة الديناصورات آكلة العشب العملاقة على الأرض في العصر الجوراسي.

لكن لم تكن الديناصورات العاشبة بأمان كامل؛ فقد نجحت آكلات اللحوم سريعة الحركة مثل الألوصوروس والكويلوصورات في افتراس بعض الفرائس من حين لآخر. ولم تقتصر قائمة الفرائس على الصغار فقط، بل شملت أحيانًا الستيجوصورات، ما يعكس الصراع الدائم بين القوى الضخمة على اليابسة خلال العصر الجوراسي.

في أواخر العصر الجوراسي، حلّق في السماء أقدم طائر معروف، وهو الأركيوبتركس، الذي يُعتقد أنه تطور من ديناصور كولوروصوري مبكر إلى طائر، واجه الأركيوبتركس منافسة قوية من التيروصورات، الزواحف الطائرة التي كانت تسيطر على الأجواء منذ أواخر العصر الثلاثي. في الوقت نفسه، كانت الحشرات مثل قافزات الأوراق والخنافس وفيرة، تضيف حياةً ديناميكية إلى البيئة الجوية.

على الأرض، تجولت الثدييات الأولى بين أقدام الديناصورات، غير مدركة أن مستقبلها سيشهد هيمنة كاملة بعد الانقراض الجماعي الذي سيقضي على الديناصورات غير الطائرة في نهاية العصر الطباشيري، لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ الحياة على الأرض.

اقرأ أيضًا:

الديناصورات.. معلومات عن الكائنات التي جابت الأرض منذ 66 مليون سنة

لماذا لم تتطور الديناصورات مرة أخرى بعد انقراضها؟

اكتشاف جديد في الديناصورات يشكك في النظريات القديمة

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

ما الكمية المثالية من الفاكهة والخضراوات يومياً؟

المقالة التالية

الأطعمة الغنية بالبروتين فائق المعالجة.. صيحة غذائية أم فائدة حقيقة؟