logo alelm
سماء الكعبة تشهد ظاهرة فلكية نادرة غدًا الجمعة

تشهد سماء مدينة مكة المكرمة ظاهرة فلكية فريدة فجر يوم غدٍ الجمعة، تتمثل في تعامد القمر الأحدب المتناقص على الكعبة المشرفة، في حدث يجمع بين الدقة الحسابية والجمال البصري، ويبرز التناغم الدقيق بين حركة الأجرام السماوية والمواقع الجغرافية على الأرض.

ويأتي هذا الحدث القمري بعد نحو شهرين من تعامد الشمس الثاني والأخير على الكعبة لهذا العام، مما يجعل سماء مكة مسرحًا لأحداث سماوية متتالية تسترعي اهتمام المراقبين والعلماء حول العالم.

ظاهرة فلكية للقمر تتبع تعامد الشمس النادر

يوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن تعامد القمر يُعد إحدى الطرق العلمية الموثوقة لتأكيد دقة الحسابات الفلكية لحركة الأجرام السماوية، حيث إن محاذاة القمر بشكل عمودي تمامًا فوق الكعبة يتطلب نماذج رياضية بالغة الدقة.

وتوفر هذه الظاهرة الفلكية فرصة ثمينة للفلكيين لاختبار نماذجهم ومقارنة التوقعات الرياضية بالرصد الفعلي، وتحليل الزوايا والارتفاعات بدقة. وإلى

جانب أهميتها العلمية، يمكن الاستفادة منها في تحديد اتجاه القبلة من عدة مناطق حول العالم في تلك اللحظة المحددة.

وتأتي هذه الظاهرة الفلكية المنتظرة في أعقاب حدث سماوي آخر لا يقل أهمية شهدته مكة المكرمة يوم الثلاثاء 15 يوليو الماضي، وهو التعامد الثاني والأخير للشمس على الكعبة المشرفة لعام 2025، والمعروف باسم “التسامت الشمسي”.

وحدث ذلك التعامد عند الساعة 12:27 ظهرًا بتوقيت مكة، عندما وصلت الشمس إلى أعلى نقطة لها في السماء فوق الكعبة مباشرة، مما أدى إلى اختفاء ظل الكعبة تمامًا، في ظاهرة فلكية ومشهد بصري فريد تزامن بدقة مع أذان الظهر في المسجد الحرام.

ويشير أبو زاهرة أن تعامد الشمس يحدث مرتين سنويًا فوق الكعبة، في أواخر مايو ومنتصف يوليو، وذلك بسبب ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، مما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالًا وجنوبًا بين مداري السرطان والجدي.

وتكمن الأهمية الكبرى لظاهرة فلكية مثل هذه في أنها تمكّن أي شخص في المناطق التي ترى الشمس في تلك اللحظة من تحديد اتجاه القبلة بأعلى درجات الدقة، وذلك بالنظر إلى اتجاه الشمس مباشرة، دون الحاجة لأي أدوات تقنية.

وبذلك، لا تمثل هذه الأحداث السماوية مجرد مشاهد بصرية نادرة للزوار والمصلين في مكة، بل هي أيضًا أدوات علمية عملية، وفرص لدراسة تأثيرات الغلاف الجوي على مواقع الأجرام السماوية، وتجسيد حي لروعة النظام الكوني وانتظام حركته.

وتبرهن كل ظاهرة فلكية من هذا النوع على جمال الانسجام بين العلم والإيمان، والدقة المتناهية التي تحكم هذا الكون.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

وزير الصناعة: حولنا وعودنا مع جنوب أفريقيا إلى واقع

المقالة التالية

قصف الدوحة يحمل فرصة لإنهاء حرب غزة