اكتشفت ناسا ثقبًا غامضًا على سطح كوكب المريخ قد يحتوي على حياة فضائية داخل شبكة من الأنفاق تحت الأرض، مما يثير تساؤلات جديدة حول إمكانية وجود حياة على الكوكب الأحمر.
ورصد العلماء من الوكالة حفرة كبيرة على سطح المريخ، قد تكون مدخلًا إلى طبقات أعمق تحت الأرض. ويظهر الثقب في صورة أطلقت عليها ناسا اسم «ثقب غير عادي على المريخ»، حيث يبدو الكوكب مليئًا بالحفر الصغيرة التي تشبه ثقوب الجبن السويسري، لكن الثقب المثير للانتباه يقع في الزاوية العليا للصور، ويبلغ قطره حوالي 100 متر ويبدو أنه يصل إلى مستويات تحت الأرض.
وبناءً على الصور الملتقطة، افترض العلماء أن الحفرة قد تكون ناتجة عن تأثير نيزك، حيث يحيط بالثقب حفرة دائرية تعزز هذه الفرضية. ومع ذلك، يظل سبب هذه الحفرة غير واضح.
تقول ناسا إن الحفرة قد تكون مدخلًا إلى شبكة من الكهوف تحت سطح المريخ. وفي حال كان الأمر كذلك، فقد تكون هذه الأنفاق الطبيعية محمية من الظروف القاسية التي يواجهها سطح المريخ، مثل الإشعاع والطقس المتطرف.
وقد تصبح هذه الكهوف ملاذًا محتملاً للحياة المريخية، إن كانت موجودة، أو ربما مكانًا للحفاظ على دلائل الحياة السابقة.
وقال البيان الصادر عن ناسا «تعتبر هذه الثقوب مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها قد تكون بوابات تؤدي إلى مستويات تحت الأرض تمتد إلى كهوف ضخمة». وأضافت الوكالة: «إن كانت هذه الأنفاق طبيعية، فهي محمية من الظروف السطحية القاسية للمريخ، مما يجعلها مكانًا مناسبًا لاحتواء الحياة المريخية».
في ظل الظروف الصعبة على سطح المريخ، حيث تتراوح درجات الحرارة بين البرد القارس والحرارة الشديدة، بالإضافة إلى الإشعاع الضار، يصبح من الصعب على الكائنات الحية، بما فيها البشر، أن تبقى على قيد الحياة. ولهذا السبب، فإن استكشاف الكهوف تحت الأرض يمكن أن يمثل الحل الأمثل للبعثات المستقبلية، سواء للروبوتات أو للإنسان نفسه.
وبالنسبة لناسا، فإن اكتشاف مثل هذه الكهوف يمكن أن يكون فرصة استثنائية لفحص مواقع قد تحتوي على آثار الحياة السابقة أو حتى على حياة مريخية محتملة. وثقت ناسا أكثر من 1000 موقع محتمل للكهوف في كتالوج «المرشحين للكهوف على المريخ»، وهو ما يعزز فرضية وجود بيئات مستدامة تحت سطح المريخ.
رغم الاكتشافات المثيرة، يبقى من الصعب على العلماء التأكد من ماهية هذه الثقوب أو الكهوف. فبدون المعدات والآلات التي يمكنها الهبوط على سطح المريخ، سيكون من المستحيل تحديد ما إذا كانت هذه الفتحات فعلاً مداخل إلى كهوف حقيقية أم مجرد حفريات عميقة. إضافة إلى ذلك، من المستحيل معرفة مدى اتساع هذه الأنفاق ومدى عمقها تحت سطح المريخ.
ولا يعد السفر إلى المريخ مهمة سهلة، فالمسافة بين كوكب الأرض والمريخ تتغير باستمرار حسب حركة الكواكب حول الشمس، وعادةً ما تكون في حدود 140 مليون ميل. وقد استغرق إرسال المركبات الفضائية إلى المريخ وقتًا طويلًا، حيث تراوحت الرحلات السابقة بين 128 إلى 333 يومًا. هذه المسافة الهائلة تجعل من استكشاف المريخ تحديًا كبيرًا يتطلب تقنيات متقدمة وقدرة على تحمل فترة طويلة في الفضاء.
اقرأ أيضًا:
«جزيرة لاحق».. أول مشروع سكني فاخر في المملكة يجمع بين الاستدامة وثراء الحياة البحرية