تتجه أنظار هواة الفلك والمهتمين بالظواهر الكونية في المنطقة العربية، مساء اليوم الاثنين وما بعده، لرصد ذروة زخات شهب دلتا الدلويات، التي تعد واحدة من أبرز العروض السماوية خلال فصل الصيف.
وتأتي هذه الظاهرة هذا العام في ظروف مثالية للرؤية، نظرًا لتزامنها مع المحاق، مما يجعل السماء معتمة تمامًا وخالية من ضوء القمر الذي قد يحجب الشهب الخافتة، ويتيح فرصة نادرة للاستمتاع بالمشهد بالعين المجردة.
تُعد زخات شهب دلتا الدلويات حدثًا فلكيًا سنويًا ينشط في الفترة الممتدة من منتصف يوليو وحتى أواخر أغسطس، ويبلغ ذروته في الأيام الأخيرة من شهر يوليو.
وتنشأ هذه الظاهرة نتيجة عبور كوكب الأرض في مسار قديم خلّفه المذنب “96P/Machholz”، وهو المصدر المرجح لهذه الزخة.
وعندما تدخل حبيبات الغبار والجليد الصغيرة التي تركها المذنب خلفه إلى الغلاف الجوي للأرض، فإنها تحترق بفعل الاحتكاك الشديد بسرعات عالية، لتظهر على شكل خطوط ضوئية لامعة تعرف بالشهب أو “النجوم الساقطة”.
وينقل الدكتور عبدالله المسند، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، أن المعدل المتوقع للزخة يصل إلى نحو 20 شهابًا في الساعة في الظروف المثالية.
وللحصول على أفضل تجربة مشاهدة، يوصي الخبراء بالابتعاد قدر الإمكان عن أضواء المدن والتلوث الضوئي، واختيار مكان مظلم يوفر رؤية بانورامية للسماء.
ويُنصح بتوجيه النظر نحو الجهة الجنوبية الشرقية من السماء، حيث تقع كوكبة الدلو، التي تبدو الشهب وكأنها تنطلق منها، وهو سبب تسميتها بـ”الدلويات”، وتزداد فرصة الرؤية بشكل ملحوظ في الساعات التي تلي منتصف الليل وحتى بزوغ الفجر.
ورغم أن زخات شهب دلتا ليست الأكثر غزارة مقارنة بزخة “البرشاويات” الشهيرة التي ستتبعها في منتصف أغسطس المقبل، إلا أنها تتميز بكونها تقدم عرضًا ممتدًا.
وبعكس الزخات التي تبلغ ذروة حادة في ليلة واحدة، يمكن الاستمتاع بزخات شهب دلتا على مدى عدة ليالٍ متتالية حول فترة الذروة، مما يعطي مرونة أكبر لهواة الرصد في حال كانت الأجواء غائمة في ليلة معينة.
ويشكل هذا الحدث فرصة مثالية لهواة التصوير الفلكي وللعائلات والأفراد على حد سواء، للاستمتاع بجمال الكون والتأمل في ظواهره الفريدة، خاصة أن رصد زخات شهب دلتا لا يتطلب أي معدات خاصة أو تلسكوبات، بل يعتمد بشكل أساسي على سماء صافية، وصبر، ومكان مظلم للاستلقاء والاستمتاع بالعرض السماوي.