أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، عن توقيع صفقة ضخمة بقيمة 16.5 مليار دولار مع شركة «سامسونج إلكترونيكس» الكورية لتوريد شرائح إلكترونية متقدمة، سيتم تصنيعها في مصنع الشركة الجديد بمدينة تايلور بولاية تكساس الأمريكية.
تستهدف الصفقة إنتاج الجيل السادس من شرائح الذكاء الاصطناعي (AI6)، التي ستدعم أنظمة القيادة الذاتية المتقدمة في سيارات تسلا المستقبلية.
وصرّح ماسك على منصة «إكس»، قائلًا: «اتفقت سامسونج على السماح لتسلا بالمساهمة في تحسين كفاءة التصنيع. وسأشرف بنفسي على خطوط الإنتاج لتسريع وتيرة التقدم».
وأوضح ماسك أن الرقم المعلن (16.5 مليار دولار) هو الحد الأدنى المتوقع، مؤكدًا أن «القيمة الفعلية للإنتاج قد تكون أكبر بعدة مرات».
وقد قفزت أسهم سامسونج بنسبة 6.8% عقب الإعلان، بينما ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 1.9% في تداولات ما قبل افتتاح السوق الأمريكية.
تعاني سامسونج، أكبر منتج عالمي لشرائح الذاكرة، من خسائر متزايدة في قطاع تصنيع الشرائح لحساب الغير (Foundry)، وسط منافسة شرسة من شركات مثل «TSMC» التايوانية و«SK Hynix» الكورية.
ووفقًا لمحللين، فإن مصنع سامسونج في تايلور «كان يفتقر فعليًا لأي عملاء كبار حتى هذه اللحظة»، كما قال ريو يونج هو، المحلل في شركة NH للاستثمار والأوراق المالية.
وأعلنت سامسونج عن الصفقة في وقت سابق من دون ذكر اسم العميل، بطلب من تسلا التي طلبت سرية التفاصيل، حسبما نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر مطلعة.
تسعى سامسونج منذ سنوات إلى الخروج من الاعتماد التقليدي على شرائح الذاكرة، وتوسيع وجودها في سوق الشرائح المنطقية المتقدمة (Logic Chips). وتمثّل هذه الصفقة أول دفعة قوية لمصنع تايلور، الذي تأخّر تشغيله إلى عام 2026 بسبب غياب عملاء رئيسيين، بل وأرجأت الشركة تسلُّم معدات تصنيع متقدمة من شركة «ASML» الهولندية لهذا السبب.
ووفقًا لبيانات مؤسسة «تريندفورس»، لا تملك سامسونج سوى 8% من سوق الشرائح التعاقدية، مقارنة بـ67% لشركة «TSMC» التايوانية. وتشير التقديرات إلى أن خسائر سامسونج في هذا القطاع تجاوزت 3.6 مليار دولار في النصف الأول من عام 2025.
حتى الآن، تصنّع سامسونج شريحة «AI4» الخاصة بأنظمة القيادة الذاتية لدى تسلا، بينما تصنّع «TSMC» الشريحة التالية «AI5» في تايوان، على أن تنتقل لاحقًا إلى مصنعها الجديد في أريزونا.
ووفق تصريحات سابقة لماسك، فإن إنتاج شريحة AI5 سيبدأ في أواخر 2026، ما يعني أن AI6، التي تتولاها سامسونج، ستدخل حيز الإنتاج في 2027 أو 2028 على أقرب تقدير.
لكن المحللين يحذرون من مواعيد تسلا المتأخرة عادةً، وهو ما يجعل من الصعب الجزم بجدول زمني ثابت. يقول لي دونغ جو، المحلل في شركة SK للأوراق المالية: «الإنتاج قد يتأخر، لكن أهمية الصفقة تكمن في كسر عزلة مصنع تايلور، وتعزيز موثوقية سامسونج كمصنّع شرائح متقدمة».
حتى الآن، لا يوجد ما يؤكد أن الاتفاق يرتبط بالمفاوضات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي تهدف إلى تجنّب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على قطاعات استراتيجية مثل الرقائق وبناء السفن. وقال مسؤول في وزارة التجارة الكورية لوكالة «رويترز» إنه «لم يسمع عن وجود علاقة مباشرة» بين الصفقة ومحادثات التجارة.
لكن محللين لا يستبعدون أن تُسهم الصفقة في تحسين موقع سول التفاوضي، خصوصًا إذا أثبتت سامسونج قدرتها على جذب شركات أمريكية عملاقة مثل تسلا.
