طيران البشر لطالما كانت فكرة مثيرة، أن يفرد الإنسان أجنحته مثل الطيور ويرتفع في السماء ويطير فوق الأرض، لكن إن مددنا الخط على استقامته، وتخيلنا أن هناك طريقة أو طفرة جعلت البشر قادرون على الطيران، هل تساءلت يومًا عن حجم الأجنحة التي نحتاجها لتحقيق ذلك؟ وفقًا للعلماء، فإن امتلاك أجنحة ليس كافيًا، بل يتطلب تغييرات جذرية في الجسم والعضلات. فكيف يمكن أن يبدو الإنسان الطائر؟
وفقًا لحسابات علماء الأحياء، فإن شخصًا وزنه حوالي 70 كجم وطوله 1.5 متر سيحتاج إلى جناحين يبلغ طولهما حوالي 6 أمتار (20 قدمًا). قد يبدو هذا الرقم صغيرًا مقارنة بحجم الجسم، ولكنه يعتمد على النسبة التي تساعد الطيور على الطيران. ومع ذلك، فإن امتلاك أجنحة بهذا الحجم لا يكفي وحده، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على قدرة الكائن على التحليق.
امتلاك أجنحة فقط لا يكفي، إذ يحتاج البشر إلى تعديلات كبيرة في الهيكل العظمي والعضلات. على سبيل المثال، الطيور تمتلك لوح كتف إضافي لدعم أجنحتها، وهو ما يجب أن يكون موجودًا في البشر الطائرين. كما أن عضلات الصدر ستكون أكبر بكثير، لأن الطيور تمتلك ما يصل إلى 30% من كتلتها العضلية مخصصة للطيران.
الطيران ليس مجرد أجنحة، بل يحتاج إلى تكيفات بيولوجية معقدة. تطورت الطيور والخفافيش على مدى ملايين السنين لاكتساب القدرة على الطيران، وهو ما يجعل هذه الفكرة للبشر أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى الواقع العملي.
رغم أن فكرة طيران البشر تبدو جذابة، إلا أن العلم يؤكد أنها ليست ممكنة بدون تعديلات بيولوجية جذرية. لكن يظل حلم الطيران البشري مستمرًا عبر التكنولوجيا، من خلال الطائرات والمركبات الطائرة التي تجعل هذا الحلم أقرب إلى الواقع.