logo alelm
إنفوجرافيك| مدن يُجبرك هواؤها على “تدخين” مئات السجائر

تخيل أنك تدخن آلاف السجائر كل عام دون أن تلمس سيجارة واحدة. هذا ليس سيناريو من الخيال، بل هو الواقع اليومي لملايين البشر الذين يعيشون في أكثر مدن العالم تلوثًا. ففي دراسة صادمة، تم تحويل بيانات جودة الهواء إلى مقياس أكثر وضوحًا وتأثيرًا وهو عدد السجائر المكافئة التي يستنشقها الشخص بشكل غير مباشر. وتكشف هذه النتائج عن حجم الخطر الصحي الخفي الذي يمثله تلوث الهواء في المناطق الحضرية الكبرى.

واستنادًا إلى دراسة تم تكليف شركة HouseFresh بها، قام الباحثون بتحليل متوسط تركيزات الجسيمات الدقيقة (PM2.5) لعام 2024 في المدن الأكثر اكتظاظًا بالسكان حول العالم. ولترجمة هذه الأرقام إلى مقياس ملموس، تم استخدام معادلة “بيركلي إيرث” المعترف بها، والتي تفيد بأن كل 22 ميكروجرامًا لكل متر مكعب (µg/m³) من تركيز جسيمات PM2.5 يعادل التأثير الصحي لتدخين سيجارة واحدة. وبناءً على هذه المعادلة، تم حساب العدد السنوي المكافئ من السجائر لكل مدينة، لتوضيح حجم الضرر الناجم عن تلوث الهواء.

خريطة تلوث الهواء العالمية

تتصدر القائمة مدينة دلهي الهندية، حيث يعادل العيش واستنشاق هوائها تدخين 1,797 سيجارة سنويًا. وتأتي لاهور في باكستان في المرتبة الثانية مباشرة بـ 1,694 سيجارة. وتكشف القائمة عن هيمنة مقلقة لمدن جنوب آسيا، حيث تحتل مدن باكستانية أخرى مثل ديرا إسماعيل خان (1,543)، ملتان (1,516)، بيشاور (1,510)، فيصل أباد (1,473)، وسيالكوت (1,473) مراكز متقدمة في القائمة.

ولا يقتصر الخطر على هذه المنطقة وحدها، حيث تظهر في القائمة مدن أخرى مثل انجمينا في تشاد (1,523)، ودكا في بنغلاديش (1,294)، وكينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية (966). إن هذا التوزيع الجغرافي الواسع يؤكد أن أزمة تلوث الهواء هي تحدٍ عالمي، وأن الضرر الصحي المكافئ لتدخين السجائر يطال الملايين.

وتُعد مقارنة تلوث الهواء بتدخين السجائر ليست مجرد استعارة، محاولة لتجسيد الخطر الحقيقي لجسيمات PM2.5. فهذه الجسيمات الدقيقة، الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري ومصادر أخرى، صغيرة بما يكفي لاختراق عمق الرئتين والدخول إلى مجرى الدم، مسببة مجموعة واسعة من الأمراض التنفسية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويعمل هذا التصور كجرس إنذار قوي. فهو يحول بيانات تلوث الهواء المجردة إلى تحذير صحي شخصي ومباشر. ويلفت النظر إلى فكرة أن استنشاق الهواء في مدينة ما يعادل تدخين مئات السجائر هي حقيقة مقلقة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عالمية جادة لتحسين جودة الهواء، حيث أصبح مجرد التنفس في بعض المدن نشاطًا يهدد الحياة.

اقرأ أيضًا:
كم عدد السجائر التي تدخنّها بسبب تلوث الهواء بحسب المدينة التي تعيش فيها؟
هل ستحظر السعودية السجائر الإلكترونية على غرار دول أوروبية؟
أعلى الدول في نسبة التلوث للفرد الواحد

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنستجرام ينسخ ميزات سناب شات في جولة جديدة بمعركة التطبيقات الاجتماعية

المقالة التالية

حقيقة مقتل جيسيكا رادكليف على يد حوت الأوركا