يشكل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محور جهود أمريكية حثيثة للوساطة بهدف عقد قمة محتملة مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي لم يتحدث معه منذ اندلاع حرب غزة، وفقًا لمسؤول أمريكي ومصدر إسرائيلي مطلع، تحدثا لموقع "Axios" الأمريكي.
وأوضح تقرير "أكسيوس" أن هذه المساعي تأتي في إطار جهود واشنطن لتنشيط العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال الدبلوماسية الاقتصادية.
أمريكا تحاول رأب الصدع بين السيسي ونتنياهو
نقل "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين أن عقد القمة المقترحة يتوقف أولًا على ضرورة موافقة نتنياهو على صفقة غاز استراتيجية مع مصر واتخاذ خطوات أخرى لإغراء السيسي بالاجتماع.
ويرى مسؤول أمريكي أن بيع الغاز لإسرائيل يمثل "فرصة هائلة" من شأنها أن تخلق ترابطًا وتُقرب البلدين وتؤسس لـ "سلام دافئ" يمنع نشوب حرب.
وفي سياق متصل، فإن السيسي لم يُبدِ حماسًا لفكرة الاجتماع مع نتنياهو، الذي لم ينخرط "بجدية" في هذا المسعى، بحسب التقرير.
كما أشار مصدر إسرائيلي لـ "أكسيوس"إلى أنه "لم تكن هناك اتصالات استراتيجية مهمة بين البلدين" على مدى العامين الماضيين.
يذكر أن نتنياهو قد تراجع سابقًا عن دعوة، قام بتأمينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحضور قمة السلام الخاصة بغزة في شرم الشيخ في أكتوبر الماضي، وهو ما أزعج السيسي.
وتشير المصادر أن المسؤولين الأمريكيين طلبوا من نتنياهو تقديم عروض ملموسة للمصريين لضمان انعقاد القمة.
ويعد إقرار صفقة الغاز، التي سيقدم بموجبها الاحتلال ما يقدر بـ 25% من إمدادات الكهرباء لمصر، إحدى هذه الإمكانيات.
وعلى الرغم من أن السيسي وافق على الخطة في يوليو على الرغم من الانتقادات الداخلية والخارجية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم توافق عليها بعد.
وفي المقابل، فقد أظهر المصريون "التزامًا حقيقيًا" بالمساعدة في غزة، حيث كانوا فاعلين في إبرام اتفاق السلام وقيادة جهود إعادة 27 من أصل 28 رهينة متوفاة.
وفي هذا الإطار، فإن مستشار ترامب، جاريد كوشنر، نصح نتنياهو بضرورة أن يظهر الاحتلال بعد الحرب أنها تقدم ما هو أكثر من مجرد أجندة سلبية، وأنها بحاجة إلى تطوير "عضلة الدبلوماسية الاقتصادية" وإشراك القطاع الخاص في عملية السلام.
واقترح كوشنر أن تبدأ إسرائيل بمصر، مستغلة قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وموارد الغاز الطبيعي والخبرة في مجالات الطاقة المتجددة والمياه في دبلوماسيتها الإقليمية.
ووفقًا للتقرير، أسس نتنياهو فريقًا يعمل بهدوء على إعداد حزمة من التقديمات الاقتصادية الملموسة من أجل قمة محتملة مع السيسي.
