أشعلت وفاة شاب إيراني، كان قد صور نفسه وهو يحرق صورة المرشد الإيراني علي خامنئي، حربًا كلامية واسعة بين وسائل الإعلام الحكومية والناشطين حول حقيقة وكيفية وفاته.
وبينما سارعت الرواية الرسمية إلى تأكيد أن ما حدث يمثل واقعة انتحار، يشير النشطاء ومعارضو النظام إلى توقيت الوفاة وأدلة أخرى كقرائن على اغتيال سياسي مدبر.
رواية الانتحار في مواجهة اتهامات بقتل حارق صورة المرشد الإيراني
نقلت مواقع إخبارية خاضعة لرقابة الحكومة أن أميد سارلك، وهو شاب في العشرينيات من عمره، عُثر عليه ميتا في سيارته يوم السبت الماضيفي غرب إيران.
وأفادت التقارير الرسمية بأن الوفاة نتجت عن عيار ناري في الرأس، مع وجود آثار بارود على يديه، وهو ما دفع الشرطة الإيرانية إلى إعلان أن سارلك “مات منتحرًا”.
وفي المقابل، ترفض وسائل إعلام معارضة ونشطاء هذه الرواية جملة وتفصيلا، ويؤكد هؤلاء أن توقيت الوفاة، الذي جاء بعد ساعات فقط من نشره مقطعا جريئًا ينتقد فيه النظام ويحرق صورة المرشد الإيراني، يثير شكوكًا جدية حول تعرضه لعملية تصفية جسدية عقابًا له على آرائه السياسية.
وكان سارلك، وهو طالب طيران وملاكم هاو، قد نشر الفيديو المثير للجدل على حسابه في “إنستغرام” قبل ساعات فقط من العثور على جثته.
ويُظهر المقطع الشاب وهو يشعل النار في صورة المرشد الإيراني، بينما يُسمع في الخلفية تسجيل صوتي لخطاب يعود للشاه الإيراني السابق، محمد رضا بهلوي، الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979.
كما كتب سارلك في إحدى قصصه الأخيرة على إنستغرام: “إلى متى يجب أن نتحمل الإذلال والفقر؟ هذه هي لحظة إظهار أنفسكم أيها الشباب. هؤلاء الملالي ليسوا سوى جدول يعبره شباب إيران”.
وزادت الشكوك المحيطة بالوفاة بعد تداول مقطع فيديو على نطاق واسع، يظهر فيه والد سارلك، حسبما ورد، وهو يقف في موقع العثور على جثة ابنه ويقول: “لقد قتلوا بطلي هنا”. كما سُمع صوت في نفس المقطع، لم يتم تحديد هوية صاحبه، وهو يقول إن سارلك “حُصر وأُطلق عليه النار”.
ولكن، في تناقض لافت، ظهر الأب لاحقا في مقابلة بثتها وسائل الإعلام الحكومية، طالب فيها الناس بعدم الاهتمام بما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي وترك السلطات القضائية تتولى الأمر، وهو ما وصفه النشطاء بأنه فيديو قسري تم تصويره تحت الضغط والرقابة الأمنية.
وتحولت جنازة سارلك يوم الاثنين إلى مظاهرة حاشدة، ردد فيها مئات المشيعين هتافات مناهضة للنظام، بما في ذلك “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي”، في تحدٍ مباشر لسلطة المرشد الإيراني.
وتلقى القضية زخمًا دوليًا بعد تصريحات المصارع الإيراني المقيم في ألمانيا، إبراهيم إسحاقي، الذي قال لصحيفة “الغارديان” إن سارلك تواصل معه عبر “إنستغرام” قبل وقت قصير من وفاته، وأضاف: “أرسل لي رسالة مفادها أن حياته في خطر، وأنه إذا حدث له أي شيء، فيجب أن نكون صوته”.












