تلقت سمعة الأمير أندرو ضربة جديدة حين نشرت الصحف رسالة بريد إلكتروني قد تحمل دلالات خطيرة حول علاقته بجيفري إبستين، حيث استخدم في الرسالة عبارات حميمة مثل “نحن في هذا معًا”، وهو ما يثير الشكوك في الرواية التي قدّمها سابقًا عن أنه قطع علاقته مع إبستين بعد لقائهما في نيويورك عام 2010.
هذا التطور لا يُعد أولى فضائح العائلة الملكية في بريطانيا، لكن يبقى السؤال الأبرز: ما هي الأدوات المتاحة أمام الملك تشارلز للتعامل مع تداعيات هذا الملف؟ وهل يمكن له فعليًا أن يضغط على شقيقه ليتحمل العواقب؟
وفق ما تم نشره لدى صحيفتي “صن” و”ميل أون صنداي”، فإن البريد الإلكتروني يعود إلى فبراير 2011، ويشير إلى أن الأمير أندرو احتفظ باتصالات مع إبستين لعدة أشهر بعد الموعد الذي كان قد ادّعى أنه قطعه فيه، وهذا يُضعف مواقف الدفاع التي استند إليها في مقابلة “بي بي سي نيوزنايت” حين قال إنه بعد لقاء 2010 في نيويورك “لم يكن هناك تواصل لاحق”، بينما تظهر الرسالة الحميمة أن العلاقة ربما كانت أكثر قربًا مما صرح به، وهو ما يُعد دفعة جديدة في سلسلة فضائح العائلة الملكية التي لطالما غذّت النقاش العام.
وبالإضافة إلى الرسالة الإلكترونية، ذكرت تقارير سابقة أن الأمير أندرو كان يظهر في المناسبات مع إبستين، وأن علاقتهما لم تنقطع بالكامل كما سبق أن أعلن، وهو ما يضفي مزيدًا من الضغط على المؤسسة الملكية، وتُعيد فتح السؤال حول دور الملك في معالجة هذه الأزمات.
1. قطع الدعم المالي والعسكري الرسمي
تم الإبلاغ أن الملك تشارلز قطع عن الأمير أندرو مخصصه السنوي الشخصي، وحاول دفعه للتخلي عن قصره الملكي في وندسور، وهذا الإجراء قد يضغط على الأمير أندرو ماليًا إذا استمر في تحمل تكاليف الأمان والصيانة بنفسه.
2. إبعاد الظهور الرسمي ومنع استعادة المهام الملكية
يبدو من المستبعد أن يُعاد الأمير أندرو إلى أداء مهام ملكية، حيث أفادت تقارير بأن الملك تشارلز رفض السماح له بالعودة إلى الأدوار العامة، حيث إن استبعاده من المناسبات العلنية يعزز حالة النأي بالذات تجاه “فضائح العائلة الملكية”.
3. التجريد من الألقاب والمناصب
طالب كثيرون بتجريد الأمير أندرو من لقبه “دوق يورك”، ورغم أن هذه الخطوة رمزية لكنها مؤثرة، إلا أن تنفيذ هذا الإجراء يتطلب موازنة قانونية وسياسية، لكن التاريخ الملكي يعرف باتخاذ إجراءات مماثلة عند حالات طارئة، حيث تم استخدام آلية “سحب الألقاب” في أوقات سابقة، ضد أفراد متهمين بالخيانة أو عمل ضد الدولة، حتى وإن لم تستخدم منذ قرون في العصر الحديث.
4. تعديل العلاقة داخل العائلة الملكية
قد يلجأ الملك تشارلز إلى تغيير في هيكل الصلاحيات داخل العائلة وتقليل دور الأمير أندرو كرئيس للدولة أو مستشار، بحيث يُحرّم عليه تمثيل الملك أو تولّي مهام في غيابه، حيث يتيح هذا الأسلوب التخفيف من الأضرار دون تصادم مباشر، وهو ما حدث بالفعل في عام 2022 عندما تم استبداله كرئيس للدولة بعد تغييرات في التشكيلة الملكية.
5. النأي والتصريحات العامة
قد يستخدم الملك تشارلز خطابًا عامًا للتأكيد على أن السلوك الشخصي لأي فرد من العائلة لا يعكس دعمًا رسميًا له، وأنه لا يغطي على أي تجاوزات، في محاولة للتمييز بين المؤسسة والفضائح الفردية، وتقليل الضرر على الصورة الملكية.
التحصيل القانوني والسلطة المحدودة
ليس للملك سلطة قضائية تنفيذية تعاقب الأمير أندرو بل تتطلب إجراءات برلمانية أو تشريعات في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال تجريد الألقاب يتطلب تشريعًا أو موافقة رسمية من مجلس وزراء أو البرلمان.
الاتفاقيات والاستفادة المالية المستقلة
الأمير أندرو تمتّع بعقد إيجار مستقل للقصر الملكي في وندسور حتى عام 2078، وهو ما يصعب إخلاؤه بالقوة ما لم تتفق الأطراف أو تُطبّق قرارات قانونية معقدة، بالإضافة إلى ذلك، يُقال إنه يُحاول تأمين مصادر دخل مستقلة من علاقاته الدولية، ما يقلل من تأثير قطع التمويل الرسمي عليه.
الموازنة بين الحماية الملكية والصورة العامة
أي إجراء قاسٍ جدا على الأمير أندرو قد يُنظر إليه داخليًا على أنه قسوة أخوية، وقد ينتج عنه ردود فعل ضد الملك نفسه، أو يُستثمر في تأجيج الانتقادات للملكية كلها، ويجب على الملك أن يحقق توازن دقيق بين المحافظة على الهيبة الملكية ومعالجة الفضائح المتلاحقة في العائلة الملكية.
تأثيرات على المؤسسة الملكية وصورة الملك تشارلز
مع تكرار فضائح العائلة الملكية وظهور تصريحات جديدة حول الأمير أندرو، تتصاعد المخاوف من أن الصورة الملكية قد تتأثر بفعل هذه الفضائح المستمرة، وهناك مؤشرات تؤكد أن الملك تشارلز يشعر بالإحباط تجاه التحديات التي تطرحها علاقات شقيقه، خاصة مع أن هناك تحقيقات تتعلق بعلاقات الأمير أندرو بدول مثل الصين، وهو أمر أثار القلق في الأوساط الأمنية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
ماذا قالت إيران عن التطبيع مع إسرائيل والاقتراح النووي الأمريكي؟