أعلن مكتب المدعي العام في باريس العثور على سفير جنوب أفريقيا لدى فرنسا، نكوسيناثي إيمانويل ناثي مثيثوا، ميتًا يوم الثلاثاء عند سفح فندق حياة ريجنسي الشاهق في العاصمة الفرنسية، وأوضح أن نافذة غرفته في الطابق الثاني والعشرين، والتي كانت مؤمنة، قد فُتحت بالقوة قبل وفاته.
أكد مكتب الادعاء أن جثة سفير جنوب أفريقيا مثيثوا، البالغ من العمر 58 عامًا، وُجدت بجوار الفندق مباشرة، وأفاد مصدر مطلع على القضية، طلب عدم الكشف عن اسمه لشبكة CNN، أن السفير كان يعاني من حالة اكتئاب، مشيرًا إلى احتمال أن تكون الوفاة نتيجة انتحار، وقد أعلنت السلطات الفرنسية فتح تحقيق رسمي في الحادثة.
كشفت النيابة العامة أن زوجة السفير أبلغت عن اختفائه يوم الاثنين السابق، وقالت إنها تلقت رسالة مقلقة منه في المساء نفسه، وبعد ذلك، توجه المحققون إلى الفندق حيث تبين أن نافذة الغرفة المحصنة فُتحت بالقوة، وهو ما يعزز فرضيات التحقيق.
في بيان صادر من بريتوريا، أعرب وزير خارجية جنوب أفريقيا رونالد لامولا عن حزنه العميق لوفاة مثيثوا، مؤكدًا أن رحيله يمثل خسارة وطنية وخسارة محسوسة في المجتمع الدبلوماسي الدولي.
كما شدد البيان على أن ملابسات وفاته المبكرة لا تزال قيد التحقيق من قبل السلطات الفرنسية.
كان مثيثوا قد عُيّن سفيرًا لبلاده في فرنسا منذ ديسمبر 2023، وخلال مسيرته السياسية، شغل مناصب وزارية بارزة، منها وزير الفنون والثقافة بين عامي 2014 و2019، ثم وزير الرياضة والفنون والثقافة حتى عام 2023، كما تولى منصب وزير الشرطة من عام 2009 إلى 2014، ووزير الأمن بين 2008 و2009.
ارتبط اسم سفير جنوب أفريقيا مثيثوا بالعديد من المحطات البارزة في تاريخ بلاده، حيث كان عضوًا في مجلس إدارة اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم لكرة القدم ، وعلى الصعيد الحزبي، شغل منصبًا قياديًا داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بين 2007 و2022، وهو الحزب الحاكم منذ نهاية نظام الفصل العنصري في 1994.
قبل مسيرته الوزارية، كان مثيثوا ناشطًا سريًا في الجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، واعتُقل خلال حالة الطوارئ عام 1989 بسبب نشاطاته المناهضة لنظام الفصل العنصري.
هذا التاريخ جعله شخصية بارزة داخل الحزب السياسي وأحد المقربين من الرئيس السابق جاكوب زوما.
حتى الآن، لم تُصدر سفارة جنوب أفريقيا في باريس أي تعليق على الحادثة، فيما امتنعت مجموعة فنادق حياة عن الرد على طلبات التعليق التي وجهتها وسائل الإعلام، من بينها شبكة CNN. وتبقى الأسئلة قائمة حول ظروف وفاة سفير جنوب أفريقيا التي هزت الأوساط الدبلوماسية في باريس وبريتوريا على حد سواء.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
الإغلاق الحكومي يهدد أمريكا.. ما هو وماذا لو حدث؟