تكشف مذكرات كامالا هاريس الجديدة التي تحمل عنوان “107 أيام” عن كواليس مشحونة بالتوتر والمرارة خلال حملتها الرئاسية التي انتهت بخسارتها أمام دونالد ترامب، مقدمةً رواية شخصية عن اللحظات التي غيرت مسار التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، وكاشفةً عن صدامات خفية مع الدائرة المقربة للرئيس جو بايدن.
وتقدم هاريس في كتابها، الذي شاركت في كتابته جيرالدين بروكس، وطرحته مطلع هذا الأسبوع، سردًا دقيقًا للأحداث التي تلت انسحاب بايدن المفاجئ من السباق الرئاسي لعام 2024، مع التركيز على شعورها بأنها كانت ضحية حملات تهميش ممنهجة من داخل البيت الأبيض، وهو ما تعتقد أنه ربما أسهم في خسارتها النهائية.
ترسم مذكرات كامالا هاريس صورة قاتمة للعلاقة بينها وبين الدائرة الضيقة ب، وعلى رأسهم مستشاروه المقربون والسيدة الأولى جيل بايدن.
وتؤكد هاريس أنها رغم علاقتها الدافئة بالرئيس نفسه، إلا أنها لم تحظَ بثقة فريقه قط، حيث شعرت بأنهم كانوا “يسممون الأجواء” ضدها منذ توليها منصب نائب الرئيس، وتكتب قائلة: “التصريحات العلنية، وحملات الهمس، والتكهنات، أحدثت ضررًا كبيرًا”.
وفي هذا السياق، تروي تفاصيل المكالمة الهاتفية المصيرية التي تلقتها من بايدن في 21 يوليو 2024، والتي أبلغها فيها بقراره الانسحاب.
وتصف المكالمة بأنها كانت خالية من العاطفة وموجهة بالكامل نحو الترتيبات السياسية، حيث كان همها هو الحصول على دعمه فورًا، بينما أراد فريقه تأجيل ذلك.
كما تكشف مذكرات كامالا هاريس عن نصائح سياسية قاسية تلقتها، مثل تحذير جيل بايدن لزوجها دوغ إيمهوف بالقول: “احذر مما تتمناه، أنت على وشك أن ترى كم هو العالم مروع”، ونصيحة المستشار ديفيد بلوف لها بالابتعاد عن الرئيس في حملتها الانتخابية لأن “الناس يكرهون جو بايدن”.
وتضيف أنها لم تشكك قط في كفاءة بايدن، لكنها انتقدت قراره بالترشح لولاية ثانية، معتبرة أن الأمر ما كان يجب أن “يُترك لغرور فرد وطموحه الشخصي”.
تغوص مذكرات كامالا هاريس في تفاصيل قراراتها الشخصية وقناعاتها الراسخة خلال تلك الفترة المضطربة، ومن أبرز ما كشفته هو أن حاكم مينيسوتا تيم والز لم يكن خيارها الأول لمنصب نائب الرئيس، بل كان وزير النقل بيت بوتجيج، لكنها تراجعت عن اختياره، معللة ذلك بأنها خلصت إلى أن “البلاد لم تكن مستعدة لرجل مثلي في هذا المنصب”، وتضيف: “كنا نطلب الكثير بالفعل من أمريكا: أن تتقبل امرأة، امرأة سوداء، متزوجة من رجل يهودي”.
وتعبر في مواضع عديدة من الكتاب عن إيمانها المطلق بأنها كانت المرشحة الأنسب لخلافة بايدن، حيث كتبت: “كنت أعرف أنني المرشحة في أقوى موقع للفوز… الأكثر كفاءة واستعدادًا، وصاحبة الاسم الأعلى شهرة”، وتعتقد هاريس أن فريق بايدن لم يدعمها إلا لكونها الخيار الأقل سوءًا، ولأنها “الشخص الوحيد الذي سيحافظ على إرثه”.
ورغم أنها تعترف ببعض الأخطاء، مثل ردها غير الموفق في برنامج “The View”، إلا أنها لا تعزو خسارتها لأي حسابات خاطئة، بل تعتقد ببساطة أنها كانت بحاجة إلى مزيد من الوقت لإقناع الناخبين.
ووفقًا لتحليلات وسائل الإعلام الأمريكية، تختتم مذكرات كامالا هاريس بتقديم صورة لامرأة صلبة وطموحة، لكنها تفتقر إلى الرؤية المستقبلية أو الصيحة الحماسية التي قد تشعل حماس الأنصار لسباق رئاسي محتمل في 2028.