عرض البيت الأبيض اقتراحًا بترشيح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لإدارة غزة، في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ويتم تشكيل الهيئة الجديدة بقرار من الأمن الدولي، وتتولى الهيئة إعادة إعمار غزة وإدارة شؤونها لعدة سنوات، وسط تخوفات فلسطينية من إدارته.
ويعيد هذا الاقتراح توني بلير، من جديد إلى الساحة السياسية بعد استقالته من رئاسة الوزراء في بريطانيا عام 2007. واستمرت فترة ولايته عشر سنوات حيث شغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة منذ عام 1997.
ولد بلير في 6 مايو 1953 بمدينة إدنبرة باسكتلندا، والتحق بجامعة أكسفورد ودرس القانون، ثم أصبح محاميًا بعد تخرجه، و انضم إلى حزب العمال عام 1975، وتولى عدة مناصب حكومية قبل أن يتم تعيينه وزيرًا للداخلية في حكومة الظل عام 1992.
برز توني بلير في بداية مسيرته السياسية كسياسي مؤثر، حيث تمكن من تعديل البند الرابع في دستور حزب العمال، وقاد الحزب إلى فوز تاريخي في الانتخابات العامة عام 1997، محققًا أغلبية بلغت 179 مقعدًا، ليخلف جون ميجور رسميًا ويتولى رئاسة الوزراء في 2 مايو 1997.
وفي ولايته الثانية بعد الانتخابات العامة لعام 2001، جعل بلير من تسريع إصلاح القطاع العام أولوية، حيث أنشأ وحدة الخدمات العامة التابعة لرئيس الوزراء، ودفع بمشاريع القوانين الخاصة بمستشفيات المؤسسة والمدارس الأكاديمية ورسوم التعليم الجامعي.
وشكّلت هجمات 11 سبتمبر الإرهابية نقطة تحول محورية في مسيرة توني بلير وإرثه السياسي؛ إذ تحالف بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والرئيس جورج بوش في مواجهة ما اعتبره تهديدًا عالميًا، فشارك أولًا في الحملة العسكرية على أفغانستان عام 2001، ثم في خطوة أكثر إثارة للجدل، في غزو العراق عام 2003.
استندت مبررات الحرب في بريطانيا إلى الاعتقاد بأن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، وهي الأسلحة التي لم يُعثر عليها لاحقًا. وقد ساهم ذلك، إلى جانب الجدل حول آليات اتخاذ القرار والشكوك بشأن شرعية تدخل المملكة المتحدة، في تحول صورة توني بلير من زعيم يحظى بشعبية واسعة إلى شخصية مثيرة للانقسام.
نجح توني بلير في قيادة حزب العمال إلى فوز ثالث في الانتخابات العامة عام 2005، إلا أنه فرض عدد من القيود على الحريات المدنية، وهو ما عمّق الانقسام العام حوله. وفي عام 2006، كما تسببت حرب إسرائيل على لبنان في تمرد واسع داخل حزب العمال، نتيجة تردد بلير في انتقاد إسرائيل واستمراره في دعم الرئيس الأميركي جورج بوش، وأمام تصاعد الضغوط، أعلن استقالته من منصب رئاسة الوزراء في 27 يونيو 2007.
اقرأ أيضًا :
تفاصيل خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة