logo alelm
انهيار أرضي يودي بحياة أكثر من ألف إنسان في دارفور

في مأساة تعدّ من أشد الكوارث الطبيعية في تاريخ السودان الحديث، وقع انهيار أرضي دمر قرية بالكامل في منطقة دارفور بغرب البلاد، وأسفر عن وفاة ما يقدر بأكثر من ألف شخص، وجاء هذا الإعلان عن طريق حركة تحرير السودان التي تسيطر على تلك المنطقة، في بيان طالبت فيه بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

تُعرف القرية المنكوبة باسم “تراسين” أو “طارسين، وتقع ضمن جبال مرة في وسط دارفور، وقد سُويت بالأرض عقب أيام من الأمطار الغزيرة، مع بقاء شخص واحد فقط على قيد الحياة وفق المصادر.

نداء للإنقاذ … وظروف يكتنفها التحدي

أعرب عبد الواحد نور، زعيم حركة تحرير السودان، عن نداء عاجل للمجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة لتقديم الدعم، مؤكدًا أن حجم المأساة هائل ويفوق الوصف .

أما مجلس السيادة في الخرطوم، فعبّر عن حزنه البالغ لوفاة “مئات الأبرياء” في السودان، وأشار في بيانه إلى أنه قد تم تعبئة “جميع الإمكانات الممكنة” لدعم المنطقة المتضررة .

جهود الإغاثة والصعوبات الميدانية في دارفور

كشفت لقطات بثّتها وكالة أنباء جبال مرة مشهداً مؤلمًا لمنطقة مسطحة محاطة بالجبال، حيث يتجمّع الناس باحثين عن ناجين أو جثث ضحايا الانهيار الأرضي الذي لم ينجُ منه سوى شخص واحد .

من جهته، أعرب منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، لوكا ريندا، عن حزنه العميق إزاء الكارثة، موضحًا أن التقارير تشير إلى فقدان ما بين 300 إلى 1,000 شخص، وأن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على حشد الدعم للمناطق المنكوبة .

وفي السياق ذاته أبلغت شبكة طوارئ محلية تقدّم المساعدة في أنحاء السودان عن صعوبات كبيرة في الوصول إلى المنطقة بسبب تضاريسها الوعرة وقسوة الطقس ونقص الموارد، موضحة أن فرقها قد تمكنت من انتشال تسع جثث فقط.

شهادة من قلب الحدث: مأساة غير مسبوقة

قال الأمين عبد الله عباس، مزارع من قرية عمّو التي تشمل تراسين، إن أمطارًا غزيرة هطلت لأسابيع، وأن قرية تراسين كانت الأكثر تضررًا من بين المناطق في دارفور، حيث حشد السكان وقادة القبائل مجهوداتهم لدفن الضحايا وانتشالهم، وأضاف: “القرية وأهلها اختفوا تمامًا. إنها مأساة غير مسبوقة” .

أما المتحدث باسم حركة تحرير السودان، محمد عبد الرحمن الناير، فأشار إلى أن تراسين نائية للغاية، ولا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام أو باستخدام الحمير .

السياق الجغرافي والتاريخي للكارثة

تقع القرية في وسط جبال مرة، وهي سلسلة جبلية بركانية ترتفع إلى ما يزيد على 3000 متر، وموضوعة ضمن التراث العالمي، وتشتهر المنطقة بأمطار غزيرة وبيئة أكثر برودة مقارنة بالمناطق المحيطة، وتقع على بعد يزيد عن 900 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم .

يُعد هذا الانهيار الأرضي من أسوأ الكوارث الطبيعية في السودان الحديث، ففي السنوات الماضية، أدّت الأمطار الموسمية بين يوليو وأكتوبر إلى وقوع كوارث عدة، منها انهيار سد في ولاية البحر الأحمر تسبب في مقتل 30 شخصًا على الأقل .

وتأتي هذه الكارثة في ظل حرب أهلية مدمرة تجتاح السودان منذ أبريل 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير ملايين السكان، كما ترك الصراع معظم مناطق دارفور في عزلة إنسانية، حيث وصفت منظمة “أطباء بلا حدود” أجزاء منها بأنها “ثقب أسود” لا تصلها المساعدات الكافية.

وتعتبر هذه الكارثة، الموصوفة بأنها “غير مسبوقة”، فصلًا إضافيًا في معاناة السودان، لكنها أيضًا فرصة لتحرك الإنسانية بجهود إغاثة فعلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومعالجة آثار انهيار أرضي مأساوي طال حياة قرية بأكملها.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

إنفوجرافيك| أبرز قادة حماس الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر

إنفوجرافيك| خطة ترامب في غزة.. وصاية أمريكية وتهجير

جثة في مشرحة سرية قد تحل لغز اختفاء موسى الصدر المفقود منذ 50 عامًا

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

جثة في مشرحة سرية قد تحل لغز اختفاء موسى الصدر المفقود منذ 50 عامًا

المقالة التالية

الأمم المتحدة تكشف أرقام اللاجئين العائدين إلى سوريا