شهدت مدينة مينيابوليس الأمريكية حادث إطلاق نار مأساوي صباح اليوم الأربعاء داخل كنيسة البشارة الكاثوليكية، أسفر عن مقتل طفلين صغيرين وإصابة 17 شخصًا آخرين كانوا يحضرون قداسًا بمناسبة الأسبوع الأول من بدء الدراسة في مدرسة الرعية.
وأكد قائد شرطة مينيابوليس، برايان أوهارا، خلال مؤتمر صحفي، أن 14 من بين المصابين هم أطفال، اثنان منهم في حالة حرجة، فيما بلغ عمر الطفلين اللذين لقيا حتفهما 8 و10 سنوات فقط.
وقالت السلطات إن منفذ إطلاق النار هو روبن ويستمان، في العشرينيات من عمره، ولا يملك سجلًا إجراميًا معروفًا، وأوضحت التحقيقات الأولية أن المهاجم تصرف بمفرده، قبل أن يطلق النار على نفسه داخل الكنيسة ويفارق الحياة متأثرًا بإصابته.
وكشفت جهات إنفاذ القانون أن ويستمان ترك مقاطع فيديو على الإنترنت تحمل أفكارًا عنيفة ورسائل انتحار، إضافة إلى رسم تخطيطي يوضح تفاصيل داخل الكنيسة ورسالة اعتذار موجهة إلى عائلته.
وقع إطلاق النار قبل الساعة الثامنة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي، بينما كان الأطفال داخل الكنيسة للمشاركة في القداس.
ووفق الشهادات الأولية، كان المهاجم متمركزًا خارج المبنى وهو يحمل بندقية ومسدسًا وبندقية صيد، ويرتدي بنطالًا أسود، بدأ بإطلاق النار عبر النوافذ باتجاه المقاعد التي كان يجلس فيها الأطفال، ما أحدث حالة من الهلع والفوضى قبل أن تتدخل الشرطة.
هذا الحادث يضاف إلى سلسلة متزايدة من حوادث إطلاق النار التي تشهدها المدارس وأماكن التجمعات في الولايات المتحدة، ووفق تحليل أجرته شبكة CNN حتى تاريخ 27 أغسطس، شهدت البلاد هذا العام 44 حادث إطلاق نار في المدارس، بينها 22 حادثًا في الجامعات و22 حادثًا في مدارس المراحل الابتدائية والثانوية.
وأسفرت هذه الحوادث عن مقتل 18 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 74 آخرين.
وتشير البيانات إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعًا حادًا في حوادث إطلاق النار داخل المدارس، خاصة بعد فترة الجائحة، فقد سجل عام 2024 وحده 83 حادثة، فيما كان عام 2022 من أكثر الأعوام دموية منذ عام 2008، حيث أودت الحوادث بحياة 47 شخصًا، بينهم 19 طالبًا ومعلمان في مدرسة روب الابتدائية في أوفالدي بولاية تكساس.
أثارت حوادث إطلاق النار المتكررة موجة غضب واستنكار في الأوساط التعليمية والمجتمعية، ودفع هذا العنف المسلح بعض المعلمين للاستقالة من وظائفهم، فيما انخرط الطلاب والمعلمون في أنشطة واحتجاجات للمطالبة بسن قوانين أكثر صرامة للحد من انتشار الأسلحة النارية داخل المدارس وحولها.
وتكشف تحليلات CNN أن بعض الولايات الجنوبية سجلت أعلى معدلات حوادث إطلاق النار في المدارس نسبةً إلى عدد السكان منذ عام 2008، وسجلت العاصمة واشنطن أعلى معدل بنسبة حادث واحد لكل 100 ألف شخص تقريبًا، بينما تصدرت ولاية تكساس إجمالي عدد الحوادث بـ64 حادثة.
في المقابل، بقيت خمس ولايات فقط، هي مونتانا ووايومنغ ونيوهامبشير وفيرمونت ورود آيلاند، دون أي حادثة مسجلة خلال هذه الفترة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
أضغاث أحلام “إسرائيل الكبرى”.. محطات تاريخية لأوهام الاحتلال
إنفوجرافيك| ضمانات تنتظرها أوروبا لدعم أوكرانيا
من فاغنر إلى فيلق أفريقيا.. خطة بوتين الجديدة في القارة السمراء