logo alelm
“إسرائيل الكبرى”.. أيديولوجية نتنياهو التي تشعل الصراع من غزة إلى دمشق

أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيد ارتباطه العميق برؤية “إسرائيل الكبرى” في تصريحات حديثة، وهو المصطلح الأيديولوجي الذي يثير جدلًا واسعًا ويغذي الصراع في المنطقة منذ عقود. ويأتي هذا التصريح بالتزامن مع مصادقة حكومته على خطط لتوسيع الهجوم العسكري في غزة، مما يربط بشكل مباشر بين العمليات العسكرية الجارية وطموحات توسعية تاريخية، ويضع المنطقة أمام تساؤلات خطيرة حول مستقبل حدود الصراع.

من جانبها، أدانت الأردن تصريحات نتنياهو التي نقلتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، واصفة الحديث عن “رؤية إسرائيل الكبرى” بأنها تصعيد استفزازي خطير وتهدد سيادة الدول المذكورة.

ما هي “إسرائيل الكبرى”؟

يحمل مصطلح “إسرائيل الكبرى” معانٍ مختلفة ومتباينة باختلاف الجهات التي تستخدمه. في تفسيره الأكثر تطرفًا، والمستند إلى نصوص توراتية، يشير المصطلح إلى كيان يمتد “من نهر الفرات إلى نهر النيل”، وهي فكرة التي يرفضها العالم العربي. أما في الخطاب السياسي المعاصر، فقد استُخدم المصطلح بعد حرب 1967 للإشارة إلى الكيان المحتل أو “إسرائيل” بالإضافة إلى الأراضي التي احتلتها آنذاك (القدس الشرقية، الضفة الغربية، غزة، سيناء، والجولان). واليوم، تفهم التيارات القومية اليمينية في إسرائيل فكرة “إسرائيل الكبرى” على أنها بسط السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية (التي تسميها “يهودا والسامرة”).

وبحسب تحليل نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في عام 2009، لطالما لاقى مفهوم “إسرائيل الكبرى” استحسانًا لدى القوميين اليمينيين، سواء المتدينين منهم أو العلمانيين. ويُعتبر هذا المفهوم هدفًا أيديولوجيًا محوريًا لحزب الليكود الذي هيمن على السياسة الإسرائيلية منذ عام 1977. وقد تم تعزيز هذه الرؤية من خلال “قانون الدولة القومية للشعب اليهودي” لعام 2018، الذي يعتبر الاستيطان “قيمة وطنية”.

وقد بدأ إنشاء المستوطنات في عهد حكومات حزب العمل بعد حرب 1967 “لأسباب أمنية”، لكنها توسعت بشكل كبير مع وصول حزب الليكود إلى السلطة، بهدف “منع تقسيم البلاد على أساس مبدأ دولتين لشعبين”. وفي الآونة الأخيرة، دعا وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، صراحة إلى توسيع حدود إسرائيل لتشمل أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا والعراق.

هاجس “إسرائيل الكبرى” في العقل العربي

ويشير محللون إلى أن فكرة “إسرائيل الكبرى” التوسعية ظلت مؤرقة لأجيال مختلفة من القادة والسياسيين العرب، وأثرت بشكل مباشر على قراراتهم.

ولكن في المقابل لا يبقى مفهوم “إسرائيل الكبرى” مجرد فكرة نظرية، بل يترجم إلى واقع على الأرض من خلال التوسع الاستيطاني المستمر، حيث يعيش الآن ما لا يقل عن 700 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي في القدس الشرقية والضفة الغربية.

وفي ظل هذا السياق، فإن قرار نتنياهو بتوسيع الاحتلال في غزة، والذي قوبل بمعارضة من جيشه ومن طيارين سابقين، وتصريحاته الأخيرة حول “إسرائيل الكبرى”، يُنظر إليها على أنها ليست مجرد رد فعل أمني، بل هي جزء من رؤية أيديولوجية طويلة الأمد تهدف إلى فرض حقائق جديدة على الأرض ومنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية. إن مستقبل فكرة “إسرائيل الكبرى” لا يزال يتشكل من خلال الأحداث الجارية، ويظل النقاش حول “إسرائيل الكبرى” محور الصراع.

اقرأ أيضًا:
الاغتيالات الإسرائيلية في الشرق الأوسط.. سلسلة من الاستراتيجيات المبتكرة
دروز سوريا.. ورقة إسرائيلة في لعبتها الإقليمية
الصراع يشتعل.. إسرائيل تضرب دمشق وتهدد بالمزيد

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

ما سيناريوهات التوتر الأخير بين الحكومة السورية و”قسد”؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| تصنيف الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة 2025-2026