في ظل التصعيد غير المسبوق بين طهران وتل أبيب، يبدو أن إسرائيل تراهن على عنصر رئيسي لحسم الحرب، وهو استنزاف الترسانة الصاروخية الإيرانية متوسطة المدى.
ووفقًا لتحليلات متعددة، فإن عدد الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية تجاوز 700 صاروخ، بينما تشير التقديرات إلى أن ما تبقى لديها يتراوح بين 300 إلى 1300 صاروخ.
وقد شهدت الأيام الخمسة الأخيرة حملة جوية شرسة من قبل الجيش الإسرائيلي، استهدفت ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، ما قد يفاقم من عجز طهران عن مواصلة الرد الفعّال على الضربات المتكررة.
يشير مراقبون إلى أن هذا الاستنزاف المنهجي قد يدفع إيران نحو طاولة التفاوض، أو على الأقل يُضعف من قدرتها العسكرية على المدى القريب، وفي المقابل، تجد القوة الجوية الإسرائيلية نفسها تتحرك تقريبًا دون مقاومة تُذكر.
وعلى الرغم من عدم وجود تقدير دقيق وموثوق لمخزون إيران الحقيقي، فإن أرقامًا متضاربة تتداول بين المصادر، حيث قدر الجنرال الأمريكي كينيث ماكنزي في عام 2023 أن إيران تمتلك أكثر من 3000 صاروخ بمديات مختلفة.
في حين يرى محللون، مثل بهنام بن تاليبلو، أن عدد الصواريخ متوسطة المدى يتراوح ما بين 1000 إلى 2000 صاروخ فقط.
خلال الأسبوع الأخير، صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية التي استهدفت البنية التحتية الدفاعية والإنتاجية في الداخل الإيراني.
وأشار الأدميرال البريطاني توني رادكين إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي دمّر تقريبًا كامل منظومة الدفاع الجوي الإيراني، مما أدى إلى تراجع القدرة الإيرانية على إنتاج الصواريخ الباليستية لمدة عام على الأقل.
في المقابل، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران ضاعفت إنتاجها الشهري من الصواريخ ليصل إلى 300 صاروخ، ما قد يعني امتلاكها 20 ألف صاروخ خلال ست سنوات، غير أن هذا التصريح لم يُدعّم بأدلة ملموسة.
يرى المحللون أن إسرائيل تسعى إلى إيصال إيران إلى مرحلة لا تستطيع فيها الإبقاء على ترسانتها عند “أربعة أرقام” أي أكثر من ألف، وهي عتبة تعتبرها طهران ضرورية لاستمرار الردع.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
طريقة اعتراض حلف الناتو للصواريخ الباليستية
إنفوجرافيك| ماذا لو انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في الحرب؟
إنفوجرافيك| ضربات الاحتلال تخترق تحصينات “نظنز” النووية الإيرانية
