نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية، اليوم الاثنين، عن فريق طبي إن علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الإثنين، حالته الصحية “باتت مستقرة نسبيًا”، ونشرت الوكالة صورة لشمخاني في المستشفى.
وقال الفريق الطبي الذي يشرف على علاجه إنهم نجحوا في السيطرة على جزء كبير من الإصابات الخطيرة التي لحقت به إثر الهجوم الذي نفذّنته إسرائيل، فجر الجمعة الماضية، واستهدف مقرّ إقامة شمخاني.
وأوضح رئيس الفريق الطبي أن “الطاقم الطبي، من خلال جهوده المتواصلة، تمكن من احتواء قسم مهم من الأضرار التي تعرّض لها، ومنذ يوم أمس يمكن القول إن حالته الصحية باتت مستقرة إلى حدّ ما”، وفقًا لما نقلته الوكالة الإيرانية.
إلا أنه أشار إلى أن “المضاعفات الناتجة عن الانفجار، والتي تركزت على نحو خاص في الأعضاء الداخلية، لا تزال تشكّل مصدر قلق، مما يجعل من غير الممكن حتى الآن تقديم تقييم نهائي ودقيق للحالة، رغم بعض مظاهر التحسن التي ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية”.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت وسائل إعلام، السبت الماضي، وفاة مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني، في أحد مستشفيات طهران متأثرًا بجراحه، إلا أنه لم يصدر وقتذاك أي تعليق رسمي من السلطات الإيرانية.
وبدأت المواجهات بين إيران وإسرائيل، حينما شنّت الأخيرة، فجر الجمعة، هجومًا جويًا واسع النطاق؛ أسفر عنه مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين بينهم نساء وأطفال إيرانيون، وفق ما قالته طهران التي ردّت أيضا بدفعات من الصواريخ البالستية والمسيّرات نحو إسرائيل؛ مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى.
وُلد شمخاني عام 1955 في مدينة الأهواز جنوب إيران، في عائلة عربية تنتمي إلى الطائفة الشيعية، وهو ما أتاح له لاحقًا دورًا مميزًا في التعامل مع القضايا القومية والإقليمية، خصوصًا في العلاقة مع الدول العربية.
مع تأسيس الجمهورية الإسلامية، أصبح شمخاني من أوائل قادة الحرس الثوري الإيراني، وتولّى قيادة قوات الحرس في محافظة خوزستان ذات الأغلبية العربية، قبل أن يُعيَّن لاحقًا نائبًا لقائد الحرس الثوري ونائبًا لقائد القوة البرية التابعة له.
خلال الحرب الإيرانية – العراقية (1980 – 1988)، اكتسب سمعة كبيرة داخل المؤسسة العسكرية بسبب دوره الميداني، وعُرف بعلاقاته الوثيقة مع كبار قادة النظام، لكنه كان أيضًا من الأصوات التي أبدت تحفظات على بعض السياسات العسكرية المتّبعة آنذاك.
في عام 1997، ومع انتخاب محمد خاتمي رئيسًا للجمهورية، عُيّن شمخاني وزيرًا للدفاع، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 2005، ليُصبح أطول وزير دفاع في تاريخ إيران حتى ذلك الحين.
خلال ولايته في وزارة الدفاع، ركّز شمخاني على تعزيز قدرات إيران العسكرية والتقنية، لكنّه أبدى أيضًا انفتاحًا واضحًا تجاه دول الجوار العربي، حيث كان أحد أبرز مهندسي التقارب مع السعودية، وكُوفِئ بوسام عبد العزيز آل سعود بعد زيارته التاريخية للرياض عام 2000.
كان له دور فعّال في مفاوضات الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، وشارك في رسم ملامح سياسة إيران الخارجية، بما في ذلك الاتصالات السرّية مع دول الخليج، وأبرزها السعودية.
في السنوات الأخيرة من ولايته، خصوصًا خلال موجة الاحتجاجات في 2022، واجه شمخاني ضغوطًا شديدة من التيار المتشدد بسبب تزايد الانتقادات الموجهة للأجهزة الأمنية.
وعلى الرغم من أن الرئيس إبراهيم رئيسي أبقاه في منصبه، فقد تم في مايو 2023 إنهاء مهمّته في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، وتم تعيينه بعدها مباشرة مستشارًا للمرشد الأعلى.