في ظل تصاعد حاد للتوتر في الشرق الأوسط، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس، بأن شن الحتلال لضربة عسكرية ضد إيران “أمر قد يحدث بسهولة”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه لا يعتبره وشيكًا ويفضل التوصل إلى تسوية دبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي.
تأتي تصريحات ترامب في وقت حرج للغاية؛ فمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدر للتو قرارًا يدين عدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية في خطوة هي الأولى منذ عقدين، لترد طهران بإبلاغ الوكالة عن نيتها تشغيل مصنع ثالث لتخصيب اليورانيوم وترقية أجهزة الطرد المركزي لديها بشكل كبير. كل هذا يحدث قبل أيام فقط من جولة محادثات نووية سادسة مرتقبة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في سلطنة عمان يوم الأحد المقبل.
ويزيد من تعقيد المشهد، قرار واشنطن يوم أمس الأربعاء بسحب بعض موظفيها من المنطقة لدواعٍ أمنية، وتزايد التقارير الاستخباراتية الأمريكية التي تشير إلى استعدادات إسرائيلية لهجوم محتمل، وإن كان لم يُتخذ قرار نهائي بشأنه بعد.
يرى بعض الدبلوماسيين، وهو رأي يشاركه مسؤول إيراني كبير، أن هذه الأجواء المشحونة قد تكون مناورة دبلوماسية مدروسة من واشنطن. فإثارة شبح هجوم إسرائيلي بالتزامن مع إجلاء الموظفين قد يهدف إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على طهران لتقديم تنازلات في محادثات يوم الأحد. وقال المسؤول الإيراني لرويترز إن الهدف هو “التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية”.
لكن إيران تبدو غير مستعدة للتراجع. فقد أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بحسب الإعلام الرسمي اليوم، أنه حتى لو تم تدمير المنشآت النووية “فسوف يتم إعادة بنائها”. كما حذر قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من أن أي رد إيراني على هجوم إسرائيلي سيكون “أكثر قوة وتدميرًا” من المواجهات المباشرة السابقة بين البلدين.
من جانبه، يعتبر الكيان المحتل، التي يُعتقد أنه الوحيد التي تمتلك ترسانة نووية في المنطقة، أن البرنامج الإيراني يمثل تهديدًا وجوديًا. وفي محاولة على ما يبدو لتوضيح موقفها قبل محادثات الأحد، يتجه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنياع إلى سلطنة عمان للقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وقد انعكست هذه التوترات بشكل مباشر على الأسواق العالمية، حيث قفزت أسعار النفط بأكثر من 4% يوم أمس قبل أن تتراجع قليلاً اليوم، بينما شهدت أسهم شركات الطيران والسفر الأوروبية انخفاضًا ملحوظًا خشية تأثر الطلب.