تكمن أهمية مذكرة التفاهم الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي بين السعودية والولايات المتحدة، في كونها تمثل تسريعًا استراتيجيًا للشراكة التقنية بين البلدين.
ما أهمية مذكرة التفاهم الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
أوضح المهندس أحمد العبدالكريم، عضو لجنة تقنية المعلومات والاتصالات في غرفة الأحساء، أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام السعودية للوصول المباشر لأحدث ما تنتجه الشركات الأمريكية في الحوسبة والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والنماذج اللغوية.
وشدد العبدالكريم لقناة "الإخبارية" أن هذه الخطوة تُعد استراتيجية وتعكس رغبة المملكة اليوم في توطين قدراتها التقنية.
كما أكد أن المملكة لا تكتفي بدور المستهلك، بل تسعى للتحول إلى مركز إقليمي لإنتاج وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
جاءت هذه التصريحات بعد توقيع الجانبين السعودي والأمريكي على المذكرة "الرائدة" خلال زيارة ولي العهد لواشنطن منتصف هذا الأسبوع.
وتمنح هذه الوثيقة المملكة إمكانية الوصول إلى الأنظمة الأمريكية المتقدمة عالميًا، كما تتيح توفير معالجات الذكاء الاصطناعي فائقة السرعة داخل المملكة.
من جهته، أوضح لورانس روبين، أستاذ العلاقات الدولية بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، أن الجانبين أظهرا، من خلال هذه الاتفاقية، استعدادًا لتعميق التعاون في مجال التقنيات المتقدمة على مدى طويل، كما وصفت السعودية والولايات المتحدة توقيع الوثيقة في بيان مشترك بأنها تُعدّ "خطوة تاريخية".
وبين وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، أن التعاون سيشمل توفير أشباه الموصّلات المتقدمة، وبناء وتطوير البنى التحتية المتقدمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي ، فضلًا عن توسيع الاستثمارات النوعية بين الجانبين.
وترتكز الشراكة الجديدة على دور المملكة كمنصة إقليمية لمراكز البيانات فائقة السعة، وعلى قاعدة بشرية تضم أكثر من 400 ألف متخصص تقني سعودي جرى تأهيل الكثير منهم عبر برامج تدريبية مشتركة مع شركات أمريكية مثل "أبل" و"غوغل" و"مايكروسوفت" و"أمازون".
يُشار إلى أن هذه الوثيقة ليست الأولى من نوعها بين الرياض وواشنطن؛ ففي مايو الماضي، أطلقت السعودية شركة "هيوماين" لتكون حجر الزاوية في استراتيجيتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في المملكة، بتمويل من صندوق الاستثمارات العامة، وبالشراكة مع كيانات أمريكية منها "إنفيديا" و"جروك" و"أدفانسد مايكرو ديفايزس".














