يتصدر ملف التعاون الدفاعي الواجهة بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن، حيث يسعى الجانبان لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية الهادفة لضمان استقرار الشرق الأوسط. وتبني هذه المباحثات على قاعدة صلبة من التعاون، إذ تعد المملكة شريكًًا محوريًا في التحالف الدولي ضد "داعش"، وتواصل قيادة الجهود لقطع تمويل التنظيمات الإرهابية وتأمين الحدود، وهو ما أسفر مؤخرًا عن إحباط هجمات استهدفت مصالح مشتركة.
أرقام ضخمة في ميزان التسلح
تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات العسكرية زخمًا غير مسبوق، حيث كشفت البيانات الرسمية الأمريكية عن مبيعات عسكرية حكومية بقائمة تتجاوز قيمتها 129 مليار دولار. ومنذ اتفاقية تحديث القوات المسلحة عام 2017، نفذت المملكة عقودًا فعلية بأكثر من 30 مليار دولار.
وتشمل قائمة المنظومات التي عززت بها الرياض ترسانتها، والتي يتوقع أن تكون حاضرة في تقييمات التعاون ما يلي:
الدفاع الجوي.. نشر منظومات "ثاد" (THAAD) و"باتريوت" (PAC-3) لصد التهديدات الصاروخية.
القوة الجوية.. مقاتلات (F-15SA)، وطائرات النقل (C130J)، ومروحيات "أباتشي" و"بلاك هوك" و"شينوك".
القوات البرية والبحرية.. دبابات "أبرامز" (M1A2)، وسفن قتال سطحية، وزوارق دورية متطورة. ويضاف إلى ذلك تراخيص تصدير تجارية مباشرة (DCS) منحتها واشنطن منذ 2014 بقيمة 8.2 مليار دولار لتوريد إلكترونيات عسكرية وذخائر.
وبالتوازي مع المبيعات الحكومية، سمحت واشنطن منذ عام 2014 بتصدير منتجات دفاعية عبر القنوات التجارية المباشرة (DCS) بقيمة تجاوزت 8.2 مليار دولار، تركزت في مجالات الإلكترونيات العسكرية، ومنصات الإطلاق، والذخائر. وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، تواصل الولايات المتحدة دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية لتمكين الحكومة الشرعية وحماية الأراضي السعودية من الهجمات الحوثية. وينصب التركيز المشترك حاليًا على تحييد المدنيين عن دائرة الصراع؛ حيث تنخرط القوات السعودية في برامج تدريب أمريكية متخصصة حول "قانون النزاعات المسلحة".
وتهدف هذه البرامج إلى صقل مهارات الاستهداف الجوي والأرضي لضمان الدقة وتقليل الأضرار الجانبية. كما طورت الرياض آليات ذاتية للرصد والتحقيق في الحوادث الميدانية واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة، لضمان توافق العمليات العسكرية مع المعايير الإنسانية الدولية.
اقرا أيضًا:
العلاقات السعودية الأمريكية.. استقرار المنطقة أولوية الرياض
الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة
التعليم والسفر.. مساران يعكسان عمق الروابط السعودية الأمريكية
