وصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الاثنين، إلى الولايات المتحدة في زيارة عمل رسمية تعيد تسليط الضوء على العلاقات السعودية الأمريكية ودورها المحوري في هندسة الأمن الإقليمي.
الأبعاد الاستراتيجية في مسار العلاقات السعودية الأمريكية
تأتي هذه الزيارة بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين واستجابة لدعوة الرئيس دونالد ترمب، حيث يعتزم الجانبان بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، في توقيت تصفه الدوائر السياسية في واشنطن بالهام جدًا لإعادة تشكيل عمق التحالف التاريخي.
وقال الديوان الملكي السعودي في بيان رسمي إن اللقاء المرتقب سيتناول ملفات مشتركة، في حين أكدت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة المملكة في واشنطن، أن الزيارة تدشن "فصلًا جديدًا" يرتقي بالشراكة الاستراتيجية نحو آفاق أوسع، مشيرة أن العلاقات السعودية الأمريكية باتت ركيزة للاستقرار العالمي.
ودائمًا ما يشدد الرئيس ترمب على أن التحالف مع الرياض هو حجر الزاوية لأمن وازدهار الشرق الأوسط، وهو ما تجلى بوضوح في إدارة الملفات المعقدة، حيث نجحت العلاقات السعودية الأمريكية في تحقيق اختراقات دبلوماسية نوعية، كان أبرزها تعديل الموقف الأمريكي تجاه الحرب في غزة، ما أفضى إلى إنهاء العمليات العسكرية بعد خمسة أشهر من اندلاعها، وتبني واشنطن للرؤية العربية الرافضة للتهجير القسري للفلسطينيين، وهو الملف الذي ألقت فيه الرياض بكل ثقلها الدبلوماسي لمنع تصفية القضية.
ولم يقف التنسيق المشترك عند حدود غزة، بل امتد ليشمل الملف السوري، حيث يُسجل للتفاهمات بين الجانبين اللحظة المفصلية التي رفع فيها الرئيس ترمب العقوبات عن سوريا، موضحًا أن القرار جاء استجابة لطلب مباشر من الأمير محمد بن سلمان، وهي الخطوة التي ساهمت في تسريع عجلة التعافي الاقتصادي وجذب الاستثمارات، مما يبرز فاعلية العلاقات السعودية الأمريكية في تحويل المسارات من الفوضى إلى التنمية.
وفي الشأن السوداني، تواصل الرياض وواشنطن العمل جنباً إلى جنب ضمن "اللجنة الرباعية" التي تضم أيضًا الإمارات ومصر، لإنهاء الحرب ومعاناة الشعب السوداني، مما يؤكد أن العلاقات السعودية الأمريكية لا تزال تمثل الرهان الأبرز لضبط بوصلة المنطقة نحو السلام والازدهار بدلًا من الصراعات.
وتنظر الأوساط السياسية لهذه الزيارة بوصفها حدثًا استراتيجيًا يُتوقع أن يعزز الشراكات الاقتصادية والأمنية، ويثبت أن التحالف بين الرياض وواشنطن ليس مجرد علاقة ثنائية، بل هو صمام أمان ضروري لضمان استقرار منطقة تموج بالمتغيرات.








